- كل صراع ينتهي الا الصراع المذهبي لا ينتهي حتى بانتهاء طرفيه. وفي الحالة التي يعيشها الشمال المنقسم انقسام مذهبي بفضل المجموعة الحاكمة من النافذين والتي شنت حرب 7/7 على الجنوب والتي كانت تعمل على زيادة هذا الانقسام في مجتمعات الشمال والجنوب لإبقاء ادواتها حاكمه وخدمه لدول ترعاها ومتحالفة معها.
صحيح ان الشمال أصلا كان منقسم طائفيا قبل الوحدة ولكن البعد الوطني كان يطغى على البعد الطائفي فساد الوئام النسبي في مجتمعه. وبعد الوحدة ونتيجة لتحالف المجموعة النافذة الحاكمة مع بعض دول الإقليم للتآمر على الجنوب وضرب البعد الوطني في عقول أبنائه ..انعكست أدوات الشحن الطائفي سلبا اكثر على الشمال وازدادت تصاعديا بفعل الصراع على السلطة والثروة بأدوات طائفيه فأصبح مرشح بان يسير وفق النموذج السوري. فهناك أكبر محافظات سنيه مثل تعز والبيضاء ومارب في صراع مع أنصار الله الحوثيين طغى البعد المذهبي على البعد السياسي في هذا الصراع وكل يوم يزداد. وان كانت نوايا اغلب أنصار الله والمتحالفين معهم او قيادات وابناء هذه المحافظات السنية حسنه وباتجاه بناء دوله مدنيه. ولكن ليس بيدهم انهاء هذا الصراع وهم يعتقدون ان دول ومنظمات كثيره تساهم في تأجيجه وهي نفسها المستفيدة من ضعف الشمال والجنوب ومن تقسيمهم طائفيا ومناطقيا الى عدة أقاليم لتجهز عليه ويظل ضعيفا محتاجا لدعمهم ويبتعد حلم تكوين دوله مدنيه قويه ..واعتقد ان انصار الله الحوثيين قد وصلوا الى قناعه بان الحل لا يكمن في حوار بين مكونات تنظيميه هشة تتبع مراكز النفوذ والدول كما صرحوا .بل ان الحل في منظورهم يكمن في اختيار احد القرارين : 1-قطع الامدادات عن هذه المحافظات (تعز-البيضاء-مارب) التي تأتي من الجنوب والذي قد يصبح مؤخره مسانده ودعم للمحافظات السنيه ولتأجيج الصراع في الشمال في ظل ضعف الحراك وعدم سيطرته على سواحل واراضي ومطارات الجنوب التي تستقبل أفواج المقاتلين من شتى بقاع الأرض اذا حصل تأجيج للحرب بين الشمال والجنوب أي بمعنى الدخول في قرار خطير ومكلف وهو اجتياح الجنوب وهو القرار الصعب والغير مضمون . 2-تقليل مساحة الحركة والدعم الذي يتم تمويله من قبل المجموعة النافذة الحاكمة منذ 7/7 لأنشاء مليشيات ممانعة وحروب في الشمال والجنوب لتبقى مهيمنه على القرار السياسي وهو الدعم المادي المنهوب من ثروات الجنوب ...ويتم تقليل تلك المساحة والحركة بفصل الجنوب وإعادة الوضع الا ما كان عليه قبل 90م بالتشاور مع المجتمع الدولي بصيغة اقليمين في دوله اتحاديه مزمنة او فك الارتباط مباشره وهو القرار الاسهل وكون الشمال قد رتب أوضاعه وجاهز لذلك في حال كان الجنوب وحراكه ومكوناته جاهزة وهو للأسف غير جاهز .فكان لزاما ترتيب الأوضاع في الجنوب حتى لا يسقط في ايادي الإرهاب الدولي .
ولا احد يستطيع ترتيب أوضاع الجنوب ويملك الشرعية لذلك غير الرئيس هادي وقد يكون بموافقة اغلب القوى الوطنية في الشمال والمجتمع الدولي والذين اختاروا هذا الطريق الاسهل والاقل كلفه وهو الأرجح .او قد يكون قرارا يخص الرئيس هادي . لذا نجد الرئيس قد انتقل الى الجنوب لترتيب أوضاعه على هذا الأساس. رغم انني اظن بوجود ممانعة بعض قوى النفوذ من عصابة 7/7 في صنعاء والتي قد تعمل على العرقلة.
(قد طوتكم في لفاتها / دواليب التطرف والدمار/ وغلفتكم في لبسها/ ازمنة الفشل والانهيار/ لا خيمة الأجداد أصبحت ملهمه/ ولا أبراج الاسمنت...أدركت العولمة/ حضارات في اندثار/ وحضور ماله وقار / واحلام لم يصلها قطار/ حين حرفتم رسالات السماء/ حين خلعتم الشرف والكبرياء / من على باب كل دار)
م. جمال باهرمز