في العام 2011م قامت ثورة التغيير التي توقع اليمنيون أن يستوعبوا ثورتنا الجنوبية التحررية وحين اكتسحت ثورة التغيير ثورتنا بالجنوب لفترة وجيزة فلم تكن هناك تهدئة بيننا بل كانت هناك حالة من التآمر يمني على ثورتنا فحين قامت ثورة التغيير اكتسحت كل ما كان امامها كالسيل الجارف وكان صمود ثوارنا القلائل من الذين كان عودهم صلبا هو من غير من أسلوب وطرق اللعبة فأنقلب السحر على الساحر .
ولكن ما ان استعاد ثوارنا توازنهم بدأ اهل التغيير اليمني يفقدون توازنهم حتى سحب البساط من تحتهم في كل بقاع الجنوب وكان بفقدانهم ساحة تريم الكبرى فقدوا توازنهم وهي أولى ساحات اليمن بالجنوب(قلب الجنوب الحضرمي النابض ومركز الإشعاع المنهجي الثقافي لموروثنا الحضاري) .
اما اليوم على قوى الثورة الجنوبية ان يحسنوا استخدام الفرص السانحة والممنوحة وان يوائموا بين المستجدات التي طرأت بنزول الرئيس عبدربه منصور للجنوب فحتما لن يستمر الحوار بتعز ولن تصمد كثيرا تعز خارج نطاق الحوثي التي هو متواجد فيها وسيأتينا الحوثي جنوبا وحتما سيجرب دخول جنوبنا فأن وجده سهلا أستمر وان قوبل بالمواجهة سيعود ادراجه خاصة ان كانت الكلفة المدفوعة باهظة ثمنها .
لقد استبق الحوثي بحزمة قرارات وموانع اقتصادية واصدر لائحة حماية لبعض السلع التي تنتج محليا حتى لا تستنزف موارده من العملات الصعبة وعلينا كجنوبيين أن نستبق المستجدات أو نواكبها فنحن أمامنا قضية وطن ولا يهمنا إلا وطننا فمثل ما تم قبل اسابيع أن التففتم خلف شخصية الاستاذ محمد علي احمد فلا عيب إن اصطففتم خلف الرئيس عبدربه إذا شرع ببناء مؤسساتنا الجنوبية المستقلة وأنتم اقرب منا بوجودكم بالعاصمة عدن .
على الجنوب ان يواكب المتغيرات وان يواكب الفعل باليمن بسرعة رد الفعل فلا يحتمل الجنوب هزائم أو انكسارات عكس اليمني لذا يتوجب أن يكون فعلنا قويا مؤلما يفقد أعدائنا صوابهم .
كما يتحتم على الجنوب أن يخلق اقتصاد موازي للحوثي وأن لا نجعل من انفسنا ومن بلادنا اقتصاد تابع لليمن(الحوثية)ولعلاج هذه الحالة يتوجب علينا البدء بتخطيط سياستنا المالية بعيدا عن صنعاء واليمن والبدء بخلق سياستنا النقدية المستقلة في الجنوب وأولها تغيير عملتنا أو استخدام احدى عملات دول الجوار حتى يتم لنا بعد فترة الخروج من دائرة الريال اليمني .
إن تشكيل مؤسساتنا المستقلة التي بها نستطيع تحصين أنفسنا من اليمني وحتى لا ننجر خلف سياستهم المالية وبالتالي ستنعكس علينا سياسة الحوثي النقدية وبوجود مؤسساتنا المالية والنقدية والتي حتما تتبعها كل قطاعات اقتصادياتنا نضعف عدونا وعلينا من اليوم بالتفكير حتى نقلل حجم خسائرنا النقدية والمالية .
وحين تبدأ الادارة الحالية الموجودة بالجنوب بهذا التوجه والتي حتما ستتخذ مستقبلا إجراءات بهذا الاتجاه خاصة إذا ترسخت قيادة الحوثي باليمن صنعاء وتشكلت قيادة عدن بالجنوب وتأسست وحينها سنكون كلنا بجانب تلك المؤسسات الجنوبية وهو توجه عملي نوليه كل الثقة بعيد عن الاقوال والوعود سننتظر ذلك الوقت قريبا.