يا سبحان الله، ماذا أرى، وماذا ترون، قتلى بكل مكان من بلاد المسلمين، هذا شيعى وذاك ناصبي، هؤلاء نواصب وأولئك روافض، تسميات ما أنزل بها الله من سلطان، وجميعهم مسلمون يشهدون أن (لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) فلا حول ولا قوة إلا بالله، والأدهى والأمر كم من أهل السنة يقتلون بعضهم البعض بحجة أنهم وحدهم الفرقة الناجية، وهم من يحكمون على ذلك ويكفرون الآخرين، وجميعهم يعلمون من سبب هذه الفتن ما ظهر منها وما بطن، والأغرب أن من صنع وخطط الفتن هم من أمرنا الله أن نتجنبهم ولا نودهم، وبأموال البعض منا يستعر القتل وتكثر الضحايا، والفضيحة الكبرى أننا نلجأ إليهم كي يصلحوا بيننا في كل الأحوال، والله المستعان يا حكامنا العرب والمسلمين.
وأنتم من تشهدون الشهادتين، بل وتصلَّون الفروض والسنن، وتصومون، ومع ذلك يقتل بعضكم بعضا وبعذر أقبح من ذنب.. حقيقة أسأل نفسي وهو نفس سؤالي لكم: هل علمتم الغيب ومن بالجنة ومن بالنار؟ مجرد سؤال لا أكثر، ولو تفحصتم بينكم وبين أنفسكم الأمر لرأيتم بأن الأهواء والرغبات هي السبب في كل هذا القتل، ولا أظن أنه لو يتقي الله الطرفان ويخلصان لوجهه تعالى لانتهى أمر القتل بلحظات، لأن هناك ستكون تقوى الله هي الأحق والأجدر، وطالما أن الغيب ليس بأيدي الخلق والعباد ولا حتى بعلم الأنبياء والمرسلين إلا من أراد الله أن يطلعه على ذلك منهم، أقول اتقوا الله فينا وفي عباد الله المخلصين، وتأكدوا بأنكم لو عملتم ذلك فسوف ينتهي أمر القتل بتلك اللحظة، وأنتم أدرى وأعلم بأنهم هم من يدبرون لكم المكائد والمصائب والمكر، ولن يرضوا عن ذلك مطلقا، وقد قال الله: “لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم”، وهو القائل أيضا: “يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”.
وكي تتأكدوا من قولي أرجوكم أن تكذبوني وتحاولوا أن تنسقوا ولو بالشيء البسيط واليسير مع أقرب المسلمين، وقبل الشروع بالأمر ستجدون من يعترض من بينكم قبل الآخرين، كونهم زرعوا فينا ومن أراذلنا الكثير الكثير، ولذا كي تصلوا إلى ما وصلت إليه الهند وباكستان وإيران ابدؤوا بالسر ومع أقرب المقربين بتبادل الخبرات والكوادر من كل البلدان الإسلامية وغيرها، وهناك سينتهي بإذن الله كل المكر والقتل والمكائد “وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” بإذن واحد أحد
* الأيام