أطباء بلا ضمير

2015-02-10 00:29

 

الأحداث المتعاقبة التي يمر بها الوطن ليست مصادفات ، ووجود رجل يمثل الأمم المتحدة والدول الراعية يصول ويجول دون تحقيق منجز او رسم لهدف واضح،  هو فرية ! لقد جعلونا نعيش فواجعنا في ذروة آماننا ، صحيح اننا لا نفهم في السياسة واننا نستمع للساسة كمثل طلاب خائبين والعباقرة يشرحون نظرية نشوء الكون والأنفجار الكبير !

 

وصحيح اننا نستمد وعينا من خبراتنا الهشة وطيبتنا وسذاجاتنا ،ولكننا نستطيع ان ندرك ان الطبيب كان السبب في مقتل المريض دون علمنا ببواطن علوم الطب، واكاد اقول ان الطبيب الذي يعالجنا هو متخصص في الطب الشرعي والتشريح وليس معه الا مبضع البتر وساطور التهشيم!

 

السيد جمال بن عمر. يذهب ويعود ويصول ويجول ومن صعدة الى صنعاء الى عواصم دول الخليج الى نيويورك والى عواصم أوربا، ويدور هنا وهناك ، ونحن نقراء البيانات ونحملق في مانشيتات الصحف لنتابع تصريحاته ونبحث عن بارقة أمل وحلول تفضي و خبر ينشر او يذكر عن خارطة طريق ضاعت بين وهاد صعدة وصنعاء وما بينهما ، ولا نحصد من كل هذا إلاّ -العج- و الخيبات والمرارات .

 

ومن معنا في مأساتنا ؟ لا احد، إلاَّ دمنا الذي يسفح و دموعنا التي تهمي وصوتنا المبحوح وهواننا على الناس ، واذا كانت الدول الكبرى معنا فلما لا يقولونها علناً ونهاراً جهاراً ، ويضعونا امام اهدافنا ،  فنحن في ضياع ،فخرائط الطرق تلّوت وهامت خطوط طولها وعرضها سواءً في بلادنا  او  في فلسطين اوفي العراق اوفي سوريا بل وفي كل موقع ذهبوا  اليه أدلتهم ومرشديهم .

 

فالدول -الكبائر- اقصد الكبيرة !!ذهبت لانقاذ العراق، فهلك العراق عن بكرة جده وأبيه ، ودفعت بالمعارضة في سوريا لينعم البلد بالربيع العربي! فرأينا الأهوال والبركان والنيران وهي تجتاح الارض من اقصاها الى اقصاها .كما وفرَّخت الجبهات في سوريا دواعش العراق -ونصرة سوريا - فصارت سوريا التي كانت بلاد كالحلم صارت كابوساً مخيفاً ،مدن هي اليوم بقايا اطلال ولا نرى فيها غير جدرانا مهدّمة محروقة يكسوها السواد والزخام وبقايا أحياء مٌكتسحة منخورة وقبور تلوح شواهدها في مساحات محروقة وحقول بدت اليوم كالعصفِ المأكول.

 

ماذا يريدون منا الكبار ؟؟ اذا يرديوننا ان نحشد وان نحترب مع الشمال فلن نحترب !وهناك الف سبب يدفعنا الى ان نقبل باي وضع على ان نقتل بعضنا ونهدم مدننا ونهيل التراب على وطننا ونصّير الوطن الى مناحات ومقابر موحشة .

 

الدول الكبرى ستحسن صُنعاً اذا تركتنا لترعانا اخواننا من دول الجوار ولن نطلب منهم قروض للننقرض معها! ولا زيارات وفود تأتي لتقدم خريطة طريق لدروب الحرير التاريخية . تعبنا من الدول الكبرى وامامنا نكباتها وكوارثها فهي شاخصة ماثلة ، تبرز وحشية الدول الكبرى و مأساتها وغلها وقبحها في سوريا المنحورة والعراق الشهيدة بل وافغانستان اليتيمة لقد جاءوا الى ارضنا العربية ليوقفوا زحف الموت علينا فانتهينا لنموت ونسحق على ايديهم .

 

نطلب بالحاح ونامل بل ونتمنى من الدول الكبرى ان تعطي نفسها اجازة من وطننا الصغير المشحون بكل انواع البارود والهموم ، ولتلتفت الى دول اخرى حولها فهي تستحق عنايتها وحنانها ودوائها ورقيها -وتمرجيتها - ، فنحن نتعب من علاجاتها الفاسدة والمنتهية الصلاحية .

 

دعونا في وطننا الصغير نستلهم حلولا لانفسنا حلولا نتشاورها فيما بيننا ونرسمها نحن على وطننا وترابنا وبين اهلنا دعونا ونستمد العون من جيراننا وإشقائنا . فلقد سئمنا الحان الدول الكبرى الجنائزية ووعودهم العرقوبية , وأنسهم لنا في ليلنا الكئيب بل وحبهم لنا فمن الحب ما قتل.