كُتَنْ !!

إذا صادف وسألك شخص عن وجهة نظرك او تصورك او تحليلك عن اوضاع بلد ما ، تستجمع تفكيرك وتستعيد بعض معلوماتك التي خزَّنتها في ملفات ذاكرتك ، ثم تسهب في الحديث والتحليل ،منوهاً بحوادث تربط كلامك و تعزز من تفسيراتك ، بل وتستعين على قراءآت ماضية لاحداث ، وتضع سائلك امام جواب فيه الكثير من المصداقية وبعض الحدس او التصور المُقنع.

أما اذا سالك شخص عن اليمن فانت تشعر وكأن السائل يريد أن يورطك، او مثل ذلك الذي يسالك كم مرة فشلت في أمتحان السواقة؟ او لماذا يقولون عنك الناس أهبل؟ او كم مرة ضربتك زوجتك ؟ فأنت هنا تحاول ان تتصنع حدث طارىء ومشهد تلهي به سائلك حتى تسرق منه التركيز ومن ثم تباغته وتلتف عليه بشكل ارتدادي تلقائي متعمد و تساله هل تعرف دكتور في السمعيات؟

وعندما يرد سلماتّ !!تقول له السِمع السِمع ! فشيلة ولا صوت ما غير طنين وحنين وأنين .

وتخلص من الاحراج، لان معرفة اوضاع اليمن وتوقعاتك وتحليلاتك وفهمك هي مثل فهم سر الانطفاء المستدام لشركة الظلمات رغم انها بلاد تنتج الغاز والبترول ! او ما هو سر اليمني في ان يكون عنده عشر وظائف حكومية ثابته بعلاوات سنوية وامام التوقيع يكتب المرحوم ؟ .وهل طاعة الوالدين أتاحت له هذه النعمة المستدامة كحسنة جارية ؟

اليمن بلد شختك بختك . ويقال أن جمال بن عمر تعلم في ارض الاساطير اليمن عادات عجيبة جدا، فقد تعلم الدوران والغموض ويقول كلمة بنصف حروفها ويغمغم ويدمدم ويدعمم، ويهاتف أحيانا بصوت عالي لانه بهذا الصوت الأجش ! يرسل رسالات الى من حوله.

ويقال ان الأمين العام -بان كوي مون - أطال الله بعمره . تعجب من تبدل عادات بن عمر نحو الاسوأ فهو صار يتحدث بغزليات مع سكرتيرته ويقال انه في مرة من المرات سائلها ان تبقى الى جانبه حتى يثير غيرة الساسة اليمانيين ، كما وقد قيل انه يحضر معه الى نيويورك نبات اخضر وقال عن هذا الاخضر ، انه يزيد الفحولة! ويصبح الانسان ديكي النزعة . بل انه تعلم ان ياكل على الارض وهذا يحرج مساعدته التي قالت انها في صراع كيف تلوي وتتقرفص وكيف تحشر الهامبورجر بين طبقات كدمة متحجرة .

المهم ان اليمن بها ما يجنن ويطنن ، فلا حروبها حروب ولا مالها مال ولا انتصاراتها حسم ولا هزائمها انكسار ، ومن الان لا تسالوني عن اليمن فانا علمت من صاحبي في صنعاء انه امتنع عن الخروج لشراء - روتي- من البقالة فسألته لماذا قال صاحب البقالة قتل جاره .

وبعد ساعتين سالته ايش عملوا قال والله تسامحوا ودفع دية - محدعش- يعني في اليمن كل شيء محلول اذا اوراق البانك نوت متوفرة . ويقتل الواحد بالليل وبالظهر تشوفه بسوق -شميلة- يشتري قات .

ولقد قال لي صاحبي لا تسال عن اخبار اليمن ولا تحلل اوضاعها فانت مثل ان تطلب من المباشر في مخبازة - ابو شرارة - في صنعاء تطلبه صحن سلطة وتراه وهو يقطعها وهو يحكك وينتف اباطه . اذا حد سالك عن اوضاع اليمن -حك راسك- واسال هل في عندكم في البيت - كتن- ؟؟ كل البيت كتن؟