التسامح والتصالح من المبادئ الانسانية العظيمة فقد خلق الانسان وهو يتسم بالنسيان وهي ظاهرة إلاهية خلقت مع خلق الانسان ولولاها لظلت المجتمعات تجتر المآسي والأخطاء حتى تفنى الخليقة لذا فمن عفى وأصلح فأجره عند الله كبير وعظيم.
لقد مررنا عبر مراحل سير تاريخنا الوطني بمآسي راح ضحيتها كثير من خيرة أبناء وطننا عبر صراعات بينية مريرة لا لزوم لها ولكنه البلاء والقدر الذي علينا تقبله ونسيانه .
لقد جاء بعد استيعاب المرحلة وضروراتها لبعض من عقالنا بوجوب استخدام المبدأ الانساني العظيم مبدأ التسامح والتصالح بين ابناء وطننا الجنوبي الواحد وبادرت الجموع وتسامحت وتصالحت عبر لقاءات عديدة حققت بها نسبة عظيمة من الوصول لدفن الماضي وقطعت شوط طويل من الجهود الذي من اجله تسامحت وتصالحت الجموع ولكن هل بما قدم من أعمال جليلة قد أكتفينا بها ووصلنا لحالة الحصانة البينية لمجتمعنا من ماضينا.
المطلوب لتحقيق ما بدأته النخبة ممن بادروا بالتسامح والتصالح في نقطة البداية بوجوب الاستمرار في هذا العمل الكبير بضرورة تشكيل مكاتب عمل فعالة أو مركز دراسات من المتخصصين المتفاعلين مع هذا المبدأ حتى تراقب الشذوذ والحشد المضاد خاصة والاعداء يتكالبون على منهاج سير عملنا الثوري الذي هزمنا فيه جميعا، فلتسخر من وقت تلك المكاتب القليل حتى تلجم الشذاذ من دعاة الفتنة ونبش الماضي الذي يتوجب دفنه حتى ننطلق للأولويات التي لم تتحقق بعد وصولا من القاعدة حتى القمة بين(المنتصرين والمهزومين)ولن يتسنى لنا توازن مجتمعنا إلا حين نكون كلنا مهزومين أو منتصرين وهو ما نحن فيه اليوم فلا منتصر بل الجميع مهزوم مع اليمني .
لقد وصلنا اليوم لمرحلة التوازن وجميعنا قد هزمنا كمجتمع والمنتصر اليوم يعاني والمهزوم كذلك اشد معاناته وان شباب الثورة وشباب الجنوب عامة لا ينتمون لمرحلة المأساة ومن كان ينتمي لها حتما قد نسي الكثير من فصولها المرعبة والوضع ببلادنا يحتم علينا نسيان الماضي حتى يحسم صراعنا مع اليمني فالجميع يدرك مدى الحاجة للآخر وقوة مجتمعنا في تشابك الايادي وتظافر الجهود وهو طريق النصر وحسمها مع اليمني .
ان الماضي سيظل عبرة وحصانة لعدم تكرار المشاهد الماضية من ويلات وصراعات بينية وذلك بوجود نخبة العقلاء رعاة التسامح والتصالح صمام أمان التصالح والتسامح وذلك بتنشيط أجهزة الرصد والرقابة التي تؤشر حالة الأخطاء لتحد وتكبح عناصر عمليات نبش الماضي من أعداء الشعب الجنوبي وثورته التي هي مصلحة الجميع بكل فئاته والعبرة للمتقين.