التصالح والتسامح يوم الاحتفال العظيم
محمد الكربي
سطر الجنوبيون خلال مرحلة نضالهم التحررية من قوى التخلف والتعصب القبلي الهمجي الشمالي أروع المبادئ وأحسن الأخلاق ومن خلال مسيرتهم السلمية حقق الجنوبيون انتصارات عظيمة لاستعادة دولتهم المسلوبة والمنهوبة من قبل جيش ظلامي عنصري لا يعرف معنى حق الانسانية الكريمة ونظام دأب خلال فترة ماضية على اختلاق الفتن ومارس سياسة خبيثة قذرة لتشتيت صف الجنوبيين ومارس أبشع صور القمع والتنكيل والعذاب على شعب الجنوب ووضع المؤامرة تلو الأخرى لطمس هوية وتاريخ شعب عظيم له ماض عريق وأصالة عريقة مشهودة عبر الأزمان الغابرة. أتى هذا النظام الاحتلالي للنيل من هذا الشعب العظيم وبخطوات منتظمة نهب خلالها الثروات وساعد على قيام الثارات واجبر أبناء الجنوب على العيش خارج وطنهم ولم يكتفي بهذا العمل؛ بل ذهب الى سفك دمائهم دون أي سبب وكان آخرها سفك دماء الشهيدين العزيزين محمد سالم العامري ومحمد أحمد الحبشي الذين نحتسبهم شهداء عند الله ولا نزكي على الله أحداً
من خلال كل هذه الأساليب القمعية على شعب الجنوب ألا ان الإرادة الجنوبية والعزيمة الشعبية لأهل الجنوب كانت أقوى وفي زخم مستمر استطاع هذا الشعب العظيم لملمة الجراح والتعالي فوق كل النكبات التي حلت به واستطاع هذا الشعب ان يفرض صوته وأن يوحد أبناءه تحت رأي واحد وهدف واحد وهو استعادة دولته المسلوبة والمضي قدماً متجاوزاً كل الحواجز ووضع مبدأ عظيم وأساس متين وعمل نبيل حث عليه الإسلام وكل القيم الاخلاقية والإنسانية وهو مبدأ التصالح والتسامح الذي يحل علينا بعد أيام قلائل ليتحول هذا اليوم من مأتم الى فرح نحتفل به في الثالث عشر من يناير من كل عام وأصبح هذا المبدأ أحد الأهداف لثورة الشعب الجنوبي ليقضي الجنوبيون على كل متربص بهم وكل من يحاول أن يدس سمومه بين هذا الشعب الجبار ويعلن أبناء الجنوب السير على الأقدام نحو عاصمتهم الأبدية عدن لتحتضن هذا اليوم مع أخواتها ليصبحن الست أخوات على قلب رجلٍ واحدٍ يناشدن حريتهن وفك أسرهن ويرسلن رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي ان الاستمرار في الوحدة أمرٌ غير مقبول ومن هنا يجب أن تقفون مع أبناء الجنوب في استعادة دولتهم.
ان ذكرى التصالح والتسامح قد وثق مبادئ الأخوة الجنوبية ووحدهم وقد أقسموا إن هذا التاريخ لم يكن غلطة الجنوبيين؛ بل دس سمومه القادمون من الشمال ومن الحجرية بالذات ومن هنا أدرك شعب الجنوب حجم هذا الخطأ وهذه المؤامرة القذرة وقطعوا دابر هؤلاء القوم وسدوا طريق الفتنة بتصالحهم وتسامحهم وخاب وخسر كيد هؤلاء الظلمة والحاقدين على شعب الجنوب وأبنائه.