مركزية العداوة لدى حزب الاصلاح - نبيل الصوفي
لغة محمد اليدومي تجاه الرئيس علي عبدالله صالح هي ذاتها لغته من قبل عن علي سالم البيض، عن الإمام يحيى، عن ابراهيم الحمدي، عن سالم ربيع علي، عن عبدالفتاح اسماعيل، عن علي ناصر محمد، عن الحراك الجنوبي، عن الحوثيين.. هو نفسه الخطاب الذي كان ضد أمريكا ثم تحول إلى نقيضه..
المسألة ليست في أخطاء الخصوم بقدر ما هي في مركزية التعبير عن العداوة لدى الاخوان.. بالأصح هي ذاتها مركزية العداوة لدى كل حركاتنا الوطنية.. إقصاء كل من لا يمكن الاستقواء عليه.. وحين يتم تدجينه أو يصعب السيطرة عليه، تبدأ الفتاوى باعتداله والتصالح معه.. وعلى "الغاغة والدهماء" أن تلتزم بتوجه القائد..
***
ولو أن "علي عبدالله صالح" قد خرج من المشهد لما استغرق كل ذلك الوقت من حديث اليدومي، ولتحدث العزي عنه بما يؤكد أن الاخوان هم حزب التسامح والاعتدال.
حتى علي سالم البيض كان الاخوان قد بدأوا يتحدثون عنه باعتباره المظلوم من الجميع، وأنه يجب الاعتذار له.. حدث هذا منذ أربع سنوات أو أكثر، لكن البيض لم يقبل التوافق معهم فسحبوا كرمهم تجاهه، وعاد خطاب الاصلاح ضد البيض باعتباره الشيطان الأكبر.
حين أعادت "الصحوة" نشر صور البيض واتصلت به قبل عشر سنوات تقريباً، اعترض عليها.. كانت فكرتنا هي تطبيق مبادئ العدل في الخصومة كما نسمعها داخل الاصلاح والاخوان.. بعد ذلك بسنوات، بدأ الإصلاح يتبنى خطاباً مختلفاً عن البيض، في سياق التحريض ضد صالح.. قلت يومها للأستاذ محمد قحطان، حين صرح عن زعامة البيض، ضد علي عبدالله صالح "الأمل أنكم تتعلمون من أخطائكم مع البيض، فتعدلوا في الخصومة، مش (تدخلوه) لتخرجوا صالحاً".. تعبئون الشارع بجمل وافكار عدوانية تستخدم الدين والدنيا، وبعد عشر سنوات تعودون إلى القول: يالله نعمل لقاءً مشتركاً..
كنا نعتقد أن قيام اللقاء المشترك يعد تحولاً في نظرتنا تجاه الخصوم، لكنه ليس سوى تبادل البخور مع من نحتاجهم.. لزوم العداوة غير السياسية مع خصم جديد.