رسالة إلى "عليميي" مجلس القيادة

2023-01-06 07:11





فخامة الأخ رئيس مجلس القيادة

أسعد الله أوقاتك



تركَتك ثقيلة أنت وصاحب الفخامة عضو المجلس، عبدالله العليمي، كلاكما فخامة لأنكما معينان بنفس القرار وبذات المستوى.



أخصكما بالذكر لأنكما ممثلان لتركة السلطة منذ غادر الرئيس السابق قصره في معاشيق وحتى تعيين المجلس القيادي.



البقية جميعهم وجوه جديدة، غالبها صعدت للمجلس بسبب أدائها المختلف عن أدائكما، وممثلة لقوى كنتما ترونها مارقة وهي على الأرض وأنتم في الفنادق.



وكنتما تتقاسمان الوظائف ككشوف وكتجوال دولي، فيما الحوثي وحده على الأرض.



وهذه القوى الجديدة تواجهه بعيداً عن كل مصالحكما وكشوفاتكما ورغم خطابكما وسلبياتكما ضدها.. خارج الشرعية التي تقاسمتموها أنتما والحوثي.



سلطان العرادة بقي على أرضه يسدد ويقارب، وهو أقرب للقوى الجديدة منكما لكنه لا يزال يسدد ويقارب حتى في هذه الثنائية، أما عثمان مجلي فهو مكتفٍ من السلامة بالإياب.



لا شك أن العليمي باوزير، شاب دخل السلطة بعدك -يا فخامة الرئيس- بقرابة 33 سنة.. ولكنه أصبح ممثلاً كاملاً للتركة التي تشكلت بعد الهروب الكبير، جامعة بين بقايا الثورة وبقايا النظام، وجامعة بين كل النقائض التي فيها -ولا شك- فوائد جمة للناس، غير أن إثمها أكثر من نفعها، فالدول ليست كشوف إعاشة ولا جوازات دبلوماسية ولا مناصب وهمية، لا في الحرب ولا في السلم.



إنها نقيض للسماسرة والوساطات..



الدول تمثيل لمصالح الناس على الأرض، وجهد في خدمة الغالب العام والصالح العام وتوجيه الأداء العام.



وإن كانت الأنظمة في الدول النامية اعتمدت على السمسرة في المصالح والوساطات في القرارات وكلها لخدمة مراكز القوى، لكنها وهي على الأرض كانت تمنح الناس العاديين أيضاً مصالحً وتمثيلاً وحضوراً، لكن تركة تدافع بقايا الثورة وبقايا النظام وقد جرفها الحوثي بقسوة وإرهاب وصلف (فرضت) عليكما الخضوع التام لتحويل كل دولتكما إلى مجموعات فيس وواتس باستثناء حركة الأموال التي كانت تنقل من الداخل إلى الخارج لرعاية هذه التركة.



سيدي صاحب الفخامة، الكلام وهْمٌ تذروه الرياح إن كان مجرد كلام، ونحن بحاجتكم لقيادة تحول جديد، تحول يحمي القوى الجديدة ويحاول إخراجكما (العليميين) من بعض حلقات الماضي الذي لا شك أنكما تتفقان مع مقالي هذا بأنها حلقات سوء عبثت بفرص النجاة ووزعت حصص البلاد نِتفاً من المصالح الشخصية والعائلية، وبعضها كان فرضاً وبعضها صار مجرد عادة وله بُعد شعبي وتنظيمي.



فالناس إن لم تتوافر لها فرص بالحلال ستتدافع لتتقاسم الحرام مع ذوي القرار، وكله "شغل لصالح عزرائيل" يسقط الجميع.



ليس لديكما بلاد ودولة، بل هي مجرد فرصة لإعادة وطن غارب طمرته المفاسد والمواجع واستثمرته إيران لإيذاء المنطقة برمتها.



الوقت يأزف، وما لم تنتهزا الفرصة لن تفيدكما أرقام التلفونات والواتس.. ولا تظنا أنكما قادران على النجاة بما قد توفر من ثروات.. حتى لو أنكما خارج البلاد وبعيدان عن يد الشعب، قيمتكما المعنوية هي الحاكمة والمتحكمة.. فاقلبا الطاولة على تقاليد الخراب، قبل أن تبيعنا التحولات الإقليمية مجرد خردة لمن سيشتري.



توقفا عن طرق ما قبل تشكيل المجلس في التعيين والإنفاق والتصريح والحيل، واحميا القوة الجديدة من أن تنفتح أطماعها على تقاسم الحرام واخرجا أنتما خطوة خطوة إلى رحاب من الآمال والطموحات الشعبية والتاريخية.



والله ولي الهداية والتوفيق.