كثير من الجنوبيين كانوا يلومون قوى الثورة الجنوبية أنها لا تستجيب للدعوات المحلية والإقليمية والدولية التي تطلب منها الاشتراك في الحوارات التي تقيمها سلطات الاحتلال في صنعاء وعدما تعجز عن ذلك تدعي اليها يعض الشخصيات الجنوبية الباحثة عن الاموال والمناصب لتمثيل الجنوب أمام الراي العام , غير أن قوى الثورة الجنوبية الحقيقية كانت تدرك مسبقاً أن هناك ابجديات للحوار , وفي مقدمتها الاعتراف بالجنوب مساوياً للشمال باعتبارهما دولتان وشعبان دخلا في وحدة شراكة وليس وحدة ضم والحاق.
وها هي الحقيقة اليوم تتضح جلياً في اللقاء الذي تم في ألمانيا بين الطرفين الجنوبي والشمالي بأن الطرف الشمالي بكل مكوناته الحزبية وفي مقدمتها حزب الاصلاح التكفيري المتطرف رفضوا جميعاً مجرد الاعتراف بأن الجنوب شريك في دولة الوحدة , وتأتي نظرتهم هذه انطلاقاً من أن الجنوب مجرد فرع عاد إلى الأصل.
المحزن المبكي بأن هناك جنوبيون حضروا مع الوفد الشمالي وكانوا مع موقف الطرف الشمالي , ولم يقفوا مع قضية شعبهم , ليس حباً منهم للوحدة وإنما حباً في الأموال والمناصب القيادية , بينما لم نجد شمالي واحد وقف إلى جانب قضية شعب الجنوب العادلة ,
نعتقد أن على مناضلي ومناضلات شعب الجنوب أن يقولوا الحقيقة تجاه الجنوبيين الذين يقفون مع سلطات الاحتلال في صنعاء بأنهم خونة لقضية شعب الجنوب , وأن وقت المصارحة قد حان وأن وقت المداهنة قد فات. فليس كل من ولد في الجنوب أو اصوله تعود إلى الجنوب هو جنوبي وإلا إن كثير من الانجليز والصوماليين والاحباش والايرانيين والهنود والباكستانيين ولدوا في الجنوب وقد يكونوا أصحاب غيره على الجنوب اكثر من هؤلاء الحثالات الذين يدعون أنهم جنوبيون .. تباً لأمهات أرضعتهم وتباً لأباء ربوهم أنهم خونة للجنوب.