لم تكن الهبة بمستوى الطموحات حين بدأت وصاحبتها الكثير من الأخطاء ولو لم يصاحبها ذلك الإخفاق لكتب لها النجاح وانتقلنا لمرحلة ثانية بعد تحقيقنا مراحل الانتصارات المحدودة لمرحلة الانتصارات الساحقة التي بها يطرد عدونا من كل مناطقنا.
ولكن كان هناك وجود كثير من الاختلالات المصاحبة مما اخفقت هبتنا في جوانب وكانت ذات فائدة في جوانب عديدة منها تمكننا من العدو في كثير من مفاصله ومكامن قوته وكسبنا نقاط وجولات وقد كانت خسارتنا لا تذكر بالمقارنة لكننا لم نستطع تطويرها ونقلها وصولا لمراحل متقدمة فالهبة لم تأتي إلا بعد جهود ومشاق لازالت مستمرة وستستمر ولو تحت أي مسمى آخر لتحقيق ما بدأته رجال الهبة .
كان لازما علينا حشد كل الطاقات التي كان من الممكن رفد الطور والمراحل المقبلة لثورتنا المستمرة حتى تحقيق كامل الاهداف ولو حققت الاهداف التي من بينها حكم انفسنا بأنفسنا ووضع يدنا على ثروتنا وطرد من يبيت لنا الشر من اليمنيين بمثاوينا ومناطقنا .
لم تواكب الذراع الضاربة والقوية للهبة بالرغم من محدودية الإمكانات المتاحة أي حضور سياسي لمواكبة الهبة وعدم وجود اعلام مرافق كذلك ولم يسند الذراع العسكري للهبة إن لم نقل بانعدامه الجهد السياسي والاعلامي فقد تنتصر الشعوب وثوراتها بالجهد الاعلامي والسياسي بدون الذراع الضاربة .
إن قيادات الهبة لم تواكب الثورة وهبتها التي كانت انطلاقتها قوية ولم تحافظ على زخمها الثوري لتنتقل من طور إلي طور أعلى فقد كان طريقها من أعلى إلي أدنى ولكن نقول طالما العوامل التي قامت من اجلها الهبة موجودة ستستمر ثورة شعبنا ولكن مع الاستفادة من الاخفاقات وتحييدها وتحفيز عوامل النجاح وتقويتها حتى تكون في الطور العالي لتعظيم درجات الاستفادة لثورتنا.
إن أهم أحد عناصر الضعف ان تكون كل قبيلة هي الحامية الوحيدة لمناطقها ومثاويها فحيدت وعزلت كثير من قبائل مناطق حضرموت القوية والفاعلة بوديان حضرموت المتباعدة التي لا تمتلك نقاط تماس مع مناطق نفوذ الاحتلال ولن تكون ثورتنا وهبتنا المقبلة أن يستمر معها هذا الاخفاق .
لذا سيكون الطور المقبل من الثورة مسئولية الدفاع عن مثاوينا مسئولية مشتركة من كل القبائل والشعوب والحضور جماعي والمسئولية جماعية ومن كل ألوان الطيف والأجدر والقادر على القيادة هو من ستوكل له المهام حتى يقلل الخطأ وتتعاظم المنفعة من كل قبائلنا وشعوبنا ومن كل ألوان الطيف الحضرمي .
حينها بمشاركة الجميع سيخف الحمل والثقل وهي مسئولية شاقة على الجميع وبمشاركة الجميع سيتوزع العبء والمسئولية ولن يخذلونا المندسين من ضعاف الهمة وتيار الخذلان فتأثيرهم سيكون لاشك محدود بين القبائل .
وحينها لن يتجرأ احد بطرح مسائل الخذلان والنقاش فيها فالماضي قد ذهب وولى وعلى الآخرين تكملة المشروع وتغذيته بما لم نلم به أو تجاوزناه وصولا للكمال ان شاءالله.
وحينها ستكون تجربتنا ممكن نقلها وتعميمها لكل محافظات الجنوب بعد نجاحها .