اكتشف علماء فلك في جامعة تولوز الفرنسية نجما نابضا يصدر أشعة سينية ويضيء بشكل أقوى نحو 100 مرة من نجوم النظرية الفيزيائية. الاكتشاف الجديد يعتبر فتحا جديد فيما يخص مصادر الأشعة السينية.
قال علماء الفلك في جامعة تولوز الفرنسية إنهم اكتشفوا نجما نابضا يصدر أشعة سينية ويضيء بشكل أقوى نحو 100 مرة من نجوم النظرية الفيزيائية السارية حتى الآن.
وبحسب الدراسة التي نشرها العلماء اليوم الأربعاء (8 أكتوبر/تشرين الأول) في مجلة "نيتشر"المتخصصة، فإن هذا النجم يوجد في المجرة "إم 82 " وتصل إضاءته إلى 2000 ألف تريليون غيغاوات. ويشكك هذا الاكتشاف في صحة النماذج الحالية المعمول بها بالنسبة لمصادر الأشعة السينية في الكون حسبما أوضح الباحثون.
ودرس الباحثون مصادر الأشعة السينية شديدة الإشعاع والتي لم تتضح طبيعتها على وجه الدقة حتى الآن. ويعتقد الباحثون أن معظم هذه المصادر عبارة عن ثقوب سوداء متوسطة و صغيرة ذات كتلة تبلغ عشرة أمثال إلى مئة مثل كتلة الشمس وتبتلع مادة كونية من الوسط المحيط بها وهي المادة التي تشع ضوء سينيا.
وعثر الباحثون على هذا النجم في المجرة "إم 82 " التي تقع على بعد نحو 12 مليون سنة ضوئية وتنبض كل 1.4 ثانية بشكل منتظم وهو شيء مستحيل بالنسبة للثقوب السوداء حسب التصور العلمي الحالي ويعد مؤشرا أساسيا على النجم النابض.
والنجوم النابضة نجوم نيوترونية، وهي عبارة عن بقايا نجوم آفلة وترسل حزمة من الأشعة في الكون وتكون مثل المنارة في الكون أثناء دورانها.
وعندما تقع الأرض باتجاه هذه الأشعة فإن الفلكيين يستطيعون رؤية هذا النجم يضيء بشكل منتظم وذلك حسب سرعة دورانه حول نفسه. وخلافا للثقوب السوداء لا يمكن لهذه النجوم النيوترونية أن تكون كبيرة الكتلة بشكل متنوع.
وتتميز هذه النجوم النابضة بأنها تمتلك 4.1 ضعف كتلة الشمس. غير أن الكتلة تحدد حسب التصور العلمي الحالي أقصى قدرة إشعاع، في حين أن قدرة الإشعاع التي رصدها العلماء الآن تزيد نحو 100 مرة عن الحد النظري، وهو ما يجعل العلماء يضعون نماذج إشعاع النجوم موضع الشك والمراجعة خاصة فيما يتعلق بطريقة امتصاص هذه الأجرام السماوية للمادة الكونية.