ضاع العقل في اليمن

انتهت المبادرة الخليجية بعد أن أصبح الصراع العلني والخفي يدور بين الأطراف الموقعة عليها .. انتهى الحوار بعد أن سألت دماء من يرفع شعار تطبيق مخرجاته .. انتهت العاصمة اليمنية بحصار مطبق عليها من قبائل ما تزال تتدفق لدفن أي أثر للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار.

اليمنيون اضاعوا 3 سنوات من 2011 وحتى اليوم منحهم فيها المجتمع الإقليمي والدولي كل الفرص ليخرجوا من ازماتهم السياسية والاقتصادية وليبنوا دولتهم ويؤسسوا للمستقبل ويحلوا كل قضاياهم .

إذا تصومل اليمن لا سمح الله فلن يلوم اليمنيين إلا أنفسهم .. لأنهم لم يستوعبوا هذا الاهتمام الدولي والإقليمي بمشاكلهم ، فعوضا عن تنازلهم لبعض وحل القضايا التي بسببها قدم العالم كل ما يستطيع لجعل اليمن يتقدم خطوات نحو مستقبل أمن يطوي مرحلة ما بعد حقبة حكم نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح .. فانهم يقاتلون بعضهم البعض بمبررات مختلفة وهم من شاركوا في حوار انتهى بكلفتته وسلق نتائجه وتجاوز آلياته ، وقبل البعض بنتائجه على مضض حتى لا تنهار العملية السياسية .. ولكن عندما تسيل الدماء ويلعلع صوت الرصاص لا تنفع كل الشعارات المرفوعة .. ولا ينفع صوت العقل الذي جرى تجاهله في الحوار وبعده .

صنعاء بحاجة إلى معجزة لوقف زحف القبائل لإسقاط السلطة بحجة الجرعة وإسقاط الحكومة بحجة الفساد والجرعة معا .. صنعاء بحاجة إلى حكمة ومعجزة معا لاستعادة ثقة العالم لمساعدتها مجددا لأنها جديرة بالمساعدة لبناء دولة مدنية حديثة .. ولكني أشك في هذا ، لأن العقل ضاع في اليمن للأسف الشديد.

* لطفي شطارة - سياسي واعلامي جنوبي