و جاء رمضان

2014-06-30 16:33

 

جاء رمضان هذا العام هدفاً مباغتاً, فاجأ المدرب وأربك اللاعبين, وكاد الحكم أن يؤيد توقعات الجماهير, و يعلن أن يوم الأحد هو الأول من رمضان, و زادت تلك التوقعات قوة بعد أن تداعت كثير من دول المنطقة , وأعلنت أن يوم السبت هو المتمم لشهر شعبان ..

 

رمضان هذا العام  خيب أحاديث و أقوالاً كثيرة, فشذت اليمن بذلك عن كل دول المنطقة بإعلانها أن غرة رمضان هي يوم السبت الموافق للثامن و العشرين من يونيو..

 

على كل حال حل رمضان ضيفاً عزيزاً كريماً, و استبشر الناس بمقدمه , بعد أن تهيئوا لاستقباله, فلا فرق عندهم بين أن يكون السبت , أو أن يكون الأحد ..

 

و بسرعة البرق انتشر الخبر بين الناس عبر القنوات و المواقع و وسائل التواصل المختلفة.. و لو حدث ذلك زمان , قبل خمسٍ وعشرين سنة مثلاً أو يزيد عن ذلك قليلا أو كثيرا ...فهل تعرفون كيف يتم نشر و توصيل خبر قدوم شهر رمضان أو قدوم العيد للقرى و المزارع و الحقول التي يعمل بها المزارعون ليلاً ونهاراً ؟؟!!

 

زمان حين يعلن قدوم رمضان أو العيد يكلف أحد جنود الشرطة بالصعود على سطح المدرسة الوسطى, المركز الثقافي ( حالياً ), وإطلاق أربعة أعيرة نارية , أربع رصاصات , وفي اتجاهات مختلفة, يوقن المواطنون أنه قد جاء رمضان, فتترجم تلك الرصاصات في منارات المدينة و مساجدها أدعية و ذكراً و نورا ...

 

بعد ذلك يتم تسجيل محضر بتلك الرصاصات الأربع , تُنسّخ و ترفع في تقرير الموقف إلى وزارة الداخلية ..

 

و لو حدث ذلك اليوم , وتم إرجاع تلك العادة , فلن يستطيع الناس التمييز , وهل رمضان على الأبواب أو شيء غير ذلك ؟؟ فلا تمر ساعة اليوم , إلا وتسمع دوي الرصاص بمناسبة أو غير مناسبة..

 

رحم الله أجدادنا وغفر لهم , حين كان الرصاص لديهم مقنناً , وكان مسؤولية و عهدة... كان الرصاص عنوانات لمناسبات مختلفة.. فقد كان يعلن للناس موعد إفطارهم و إمساكهم, بعد أن تخلى المدفع عن ذلك الدور.. و كان الرصاص في مناطق كثيرة إعلاناً لوفاة أو لمقدم سيل أو لغير ذلك....

 

أما الآن فالرصاص لا معنى له إلا إقلاق هدوء الناس و سكينتهم, و في أوقات مختلفة , و صار العسكري يطلق النار لأتفه الأسباب .. و يطلق الرصاص بدون حساب أو عقاب ..