لا لدمج القوى الجنوبية نعــــــــــــــم لاصطفافها!!
د حسين لقور بن عيدان
تمر القضية الجنوبية هذه الايام بإحدى اهم مراحل تطورها سياسيا وشعبيا ودوليا بعد ان ثبت للجميع ان هذه القضية ليست فقط رقما صعبا في المعادلة السياسية في هذا البلد لا يمكن تجاوزه , وإنما هي الأس لهذه العملية .
احتفالات شعبنا بالثلاثين من نوفمبر جاءت ثمرة نضالات ومعانات كبيرة ونتيجة لتراكم كبير من الانجازات اليومية في اطار العمل الجماهيري لجماهير الحراك السلمي في الجنوب وعمل متواصل من أنس مجهولين ضحوا بالجهد والمال لكي يكون هذا الاحتفال لائقا بحركة النضال السلمي لشعبنا وبالفعل احدثت تغييرات وصلت ذروتها بالتحول النوعي من حيث الاعداد والتنظيم ومن خلال المشاركة في اكبر عمل جماهيري يشهده الجنوب عبر تاريخه الحديث في نفس اليوم وفي اماكن مختلفة على طول الساحة الجنوبية , (احتفالات الذكرى الـ45 لعيد الاستقلال المجيد ) .
الامر الذي اذهل المراقبين الاصدقاء منهم والخصوم رغم كل الاساليب الدنيئة التي استخدمتها وسائل اعلام النظام و مراسلي الامن القومي والسياسي العاملين للقنوات ووسائل الاعلام ( العربية ) الخارجية لان الصدمة كانت كبيرة .
اليوم تقف القوى الجنوبية امام حقيقة واحدة وهي ان تجد لنفسها مكانا مع جماهيرها او تظل في ابراجها العالية وتصبح على هامش التاريخ .
فهي امام مسئولية تاريخية ومفصلية , اما ان تلتقط هذه اللحظة وتعمل على توحيد جهودها , وليس بالضرورة ان تتحد او تندمج فهذا امر لم يعد شرطا لتكوين التحالفات بل عليها ان تصطف وتتفق على الاهداف العامة للثورة الجنوبية في حدودها المتفق عليها مع جماهير ابناء الجنوب .
الاشارات الاتية من كثير من قيادات القوى الجنوبية مدعومة بالمحيط الاقليمي تبعث على الاطمئنان وخصوصا تلك التي ترفع راية فك الارتباط وان اختلفت الوسائل التي تتبناها حيث ان تقارب مواقفها واقترابها من نبض الشارع يقربها من الاتفاق مع بعضها وهو ما سيمكن من العمل المؤسسي وبناء هياكل سياسية لتقود ما تبقى من مراحل للوصول بالثورة الجنوبية الى تحقيق هدف جماهير الشعب بالخلاص من وحدة اثبتت انها لم تكن سوى احتلال داخلي مورس فيها كل انواع النهب للجنوب وثرواته وتم اقصاؤه تماما عدا من بعض الموظفين العاملين لدى شيوخ وعساكر صنعاء .
لهذا لا يعد شرطا كي يعمل الجميع معا في القوى السياسية الجنوبية الداعية الى تبنى مطلب الاستقلال وان يتم دمجها او توحيدها لان الفكر الواحد والحزب الواحد والقائد الواحد قد تجاوزته تطورات العمل السياسي.
لذلك إن اقامة تحالف واسع او جبهة تجتمع على الخطوط العامة للعمل وتناضل من خلال قيادة مشتركة تواجه حاجة المرحلة الحالية للتواصل مع القوى الاقليمية والدولية وتكون ممثلا للقضية الجنوبية في كل الاحوال لان اصطفافها اليوم اصبح ضرورة ملحة لا يمكن تأجيلها .