تحريف التاريخ في اليمن كان ولا زال عملية مقصودة وممنهجة، هدفها الأساسي صناعة ذاكرة رسمية تُخدم مصالح القوى الحاكمة في الهضبة الزيدية، سواء كانت إمامية، جمهورية قبلية، أو حتى انقلابيي ما بعد 2015، بحيث يصبح التاريخ أداة تبرير للهيمنة، ومرجعية تمنح الشرعية الدينية والسياسية لمشاريع السيطرة على غيرهم من المناطق والسكان.
لذلك، التاريخ لم يعد مجرد سجل للأحداث في اليمن، بل أصبح سلاحًا سياسيًا بيد القوى المهيمنة تُسخر له الامكانيات.
التحريف لم يكن فقط في النصوص المكتوبة، بل في المناهج الدراسية، الإعلام، وفي الفنون الشعبية حتى اصبحت اغاني لحج وحضرموت وعدن ويافع وابين اغاني يمني يرددها المتطفلون من اليمنيين ويُنسبونها إليهم، بحيث يتربى الجيل الجديد على رؤية مشوهة للماضي.
أخطر ما في هذا التحريف أنه يخلق ذاكرة جماعية زائفة، تجعل من الصعب على الآخرين خاصة في الجنوب إثبات حقهم التاريخي أمام العالم، لأن التاريخ الرسمي يعاكس الحقيقة.