ما أن تدخل جماعة السيد عبدالملك الحوثي في حرب مع خصومها في اليمن الشمالي حتى تنفجر الأوضاع في اليمن الجنوبي, وكأن هناك ارتباط عضوي بين القضيتين, وأن هناك مجاميع مهمتها تخفيف الضغط على جماعة الحوثي, ولاسيما المجاميع المسلحة الموجودة في الضالع. وبهذا يتضح أن الموجه والداعم لجماعة الحوثي قد تمكن من جعل قضية شعب الجنوب مرتهنة للحفاظ على قضية جماعة الحوثي وضمان انتصارها, ولم تعد قضية شعب الجنوب قضية وطن وشعب ودولة تحت الاحتلال.
هذه المجاميع لا هم لها سوى تفجير الموقف دون التفكير بعواقبه من خسائر بشرية ومادية على مواطني الضالع, فكل همها هو تنفيذ تعليمات قيادتها القابعة في بيروت التي هي الأخرى تستمد تعليماتها من ظهران.
هذه المجاميع منذ اندلاع الحرب في عمران بين جماعة الحوثي وجماعة الاصلاح قبل أيام بدأت تعمل على تفجير الموقف في الضالع, فكان احد ضحايا عملها الصبياني اليوم الثلاثاء 27 مايو 2014م, أن قام اللواء 33 مدرع الذي يقوده المجرم عبدالله ضبعان بقصف بعض مناطق الضالع, فاستشهد على أثر ذلك صدقي العزيز العقيد/ علي احمد عبادي رحمه الله, الذي طرد من عمله اسوة ببقية ابناء الضالع الشرفاء.
من يتابع وضع قضية شعب الجنوب اليوم سوف يشعر بالأسى, لأنه سيجد أن من وهب الجنوب دولة وأرض وشعب للدكتاتور/ علي عبدالله صالح بالأمس, هو نفسه اليوم يهب قضية شعب الجنوب للسيد عبد الملك الحوثي.