الإخوان المسلمين .. والإخوان اللي مش ... مسلمين !

2012-12-06 12:06

الإخوان المسلمين .. والإخوان اللي مش ... مسلمين !

صالح علي بامقيشم

 

تعود جذور التحالف الوثيق فيما بين الليبراليين الجدد والمتأسلمين الجدد إلى انتماءهما للقطب الرأسمالي المتوحش والمسيطر على العالم اليوم والذي ساعد على زيادة سطوته التجريف الشامل الذي لحق بالقطاع العام لمصلحه الخصخصة واقتصاد السوق وكذا إعادة (هيكله المجتمع) التي شهدها الجنوب وترتب عليها إعادة تموضع المراكز الاقتصادية والاجتماعية وحتى الروحية.. واستفادة ما يسمى الإخوان من نجاحاتهم المتكررة في تأميم العقل ونشر الفقر الروحي لتحقيق اكبر عمليه تزييف للوعي الجمعي من خلال استثمار مقدرات المنتظم الإعلامي والسياسي واستخدام المال في الترويج لمشروعهم المأزوم كما يحدث في هذه اللحظات في المؤامرة الخطيرة لسحق الجيش العربي السوري .

إلا ان المعايير الضريرة التي مابرحت الآلة الإعلامية للإصلاح تعتمد عليها بإسراف للإيقاع بإرادة الشعب في الجنوب قد فشلت فشلا ذريعا واخرها قصة الفوتوشوب والتقليل من تواجد مليون زائد واحد في شارع المنصورة الجمعة الماضية.

لقد ترك الجنوبيون مساحات من الفراغ ... تعملق فيه الجذام الملتحي .. يطلق النار على الأبرياء في الجنوب ويزيف الحقيقة على الشاشة والجريدة ويمارس الذبح على الطريقة الإسلامية في حلقوم الحوثي وأنصار الله ويلعن اسم الحراك المسلح أكثر من لعنه لإبليس .

اغتاظ الإصلاح من حشود البشر التي تدفقت إلى عدن والمكلا في ذكرى الاستقلال الأول واهتز مشروعه الهجين القبلي = الرأسمالي = الديني المتطرف وشعر ان الأمور تتفلت من يده وان الإرادة الشعبية قد حشدت بعيدا عنه .

لاشك ان تحرير الإنسان يبدأ بتحرير رغيف الخبز وقبلهما معا تحرير وسيله الإنتاج وهذا يتصادم مع الطابع النفعي والريعي للإخوان الذين قدموا الشعارات الرديئة لتمضغها جموع الفقراء والشعوب الرازحة في سراديب الكبت الاجتماعي .

على ان غضب إنصاف مايو ( رئيس اصلاح عدن ) وجماعته بعد الهزيمة المدوية يوم مليونية الاستقلال الأول قد يدفعها إلى تصعيد وشيك يطفر من غليان القلوب وينبعث من تنظيم اختطف الدين ووضعه في جيبه تاركا الآخرين ليبحثوا لهم عن دين أخر .

ان الإصلاح وفق نموذجه الجنوبي أكثر استفزاز ودفعا للصدام وهو ما تبين في 30 نوفمبر المجيد رغم فشله بمساعده تلفاز الجزيرة التابع لكبينة ( الاتصال الصهيوني ) التي تسمى قطر !! ففيما يتعلق بحق الشعوب في الحرية والكرامة والاستقلال يتحول الرب / في نظرهم / إلى جلاد يستمتع بتعذيب عباده على مطلب فك الرباط الدنيوي وفيما يفرش مطاوعه النسخة الأمريكية عمائمهم لتلقي الدعم لعصابات مسلحه في سوريا الكرامة يفتقرون لنفس الحماسة للمطالبة بإنهاء ماساه حرائر أبين المكومات في مدارس عدن .

ستقرض الارضة الكيانات التي تخون القضية الوطنية الجنوبية وتكذب على طريقه غوبلز النازي حتى تصبح أثرا بعد عين لان الفجر المنظور لا يسمح لكوابيس القنابل والمتفجرات بزيارة أحلام الصغار في كراتين البسكويت .

في مسرحيه التركة يدخل مجاهد مصوبا سلاحه إلى رفاقه بسبب خلاف أيدلوجي وربما مناطقي في ظل دوله واحده فيسأله عيدروس ببلاهة أمانة يا مجاهد من فين انته !!

فماذا سيحدث في الأيام القادمة إذا ما حدث صراع بين الجنوبيين وبني جلدتهم ( الاصلاحيين ) حول قضيه نعتبرها من الثوابت .

الزحف القادم في أيام الحسم هذه سيقطع الألسنة التي تتغنى بمهزلة الحوار لأنه شعب الجبارين الذي كان له في السنوات الست المنصرمة صمود الأنبياء والقديسين وحكمة الأولياء وصبر الواثقين بنصر الله

المجد والخلود للشهداء والحرية للأسرى في السجون السحيقة .