ذكرى مستعمر وثورة وشاعر وأنشودة

2014-04-22 14:55

 

المستعمر: هو الاستعمار البريطاني (1839م-1967م) والذي أحتل الجنوب العربي بكل مشيخاته وسلطناته وأماراته وولاياته بدءاً باحتلاله عدن في 1938م, وتوسعه لاحقاً بمعاهدات حماية استعمارية ، شملت كل السلطنات والمشيخات والولايات الجنوبية العربية .

 

ومنذ إحتلاله الجنوب واجه الاستعمار مقاومة شرسة في مختلف مناطق الجنوب, فقامت انتفاضات قبلية وشعبية مختلفة منها هنا انتفاضة أو ثورة آل ربيز (1952-1959) التي يأتي ذكرها هنا لنضع مقارنة بين معاملة الاستعمار البريطاني للجنوبيين ومعاملة المحتل اليمني لهم..

 

الثورة: ثورة أو انتفاضه آل ربيز التي قامت في عام 1952م بقيادة المجاهد العربي الشيخ علي بن معور الربيزي وأبناءه الشيخ سالم علي والشيخ بأسعد

 

علي معور عندما منعت قبائل آل ربيز الامدادات عن الاحتلال البريطاني رافضة مرورها في أرضها صوب مناطق بيحان ، على إثر ذلك قامت القوات البريطانية بشن حملة عسكرية على مناطق قبائل آل ربيز في حطيب 1953م فقام مقاتلي هذه القبائل بمقاومة الحملة حتى أفشلوها, ومنذ ذلك التاريخ استمرت بريطانيا في حملاتها المتكررة حيث دخلت القوات الجوية في هذه المعارك قاصفة بيوت ومواشي وحصون ال ربيز القصف أدى إلى استشهاد والدة المجاهد العربي الشيخ علي بن معور الربيزي ومجموعة من المقاتلين والكثير من الجرحى وبعيد ذلك استشهد الشيخ علي بن معور مسموما ليواصل بعده ولداه الشيخان سالم وباسعد بن علي معور قيادة الانتفاضة التي استمرت حتى عام 1959م مشعلة الكثير من الانتفاضات الأخرى في عدة مناطق جنوبية حتى قيام ثورة 14أكتوبر 1963م التي توجت بيوم النصر في 30 نوفمبر 1967م.

 

كانت بريطانيا تفاوض المقاومين الثوار من قبائل ربيز من وقتاً الى آخر فتفشل كثيرا في حين تنجح في بعض الأوقات في تهدئة الوضع حتى يتم إجلاء الجرحى, ولا يفوتنا في هذه العجالة إن نورد ما قال الشيخ (بن معور) للضابط الأنجليزي (جونسون) في أحدى جولات التفاوض ("نعم سأقاومك بهذه الرصاصات الأربع في سبتتي حتى يضحك النبي في قبره.")

 

وفي الوقت نفسه كانت مستشفيات الاحتلال البريطاني في عدن مفتوحة لمعالجة الثوار من المقاتلين وهنا لا يفوتنا أيضا أن نشير إلى أن الكثير من الجرحى قد تم نقلهم من جبال كور العوالق ومنطقة حطيب الى مستشفى الملكة اليزابث (الجمهورية حاليا) من جانب إنساني وقانوني كفلته كل المواثيق الشرعية والدولية ومنها اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى وجرحى الحرب 1949م وملحقها (البروتوكول) الإضافي الثاني الذي صدر لاحقا في 1977م في مادته الخامسة (أ)و(ب)و(ج)

 

هذا الإشارة نوردها للمقارنة بين ما كان يتلقاه جرحى الثورات والانتفاضات الجنوبية ضد المستعمر البريطاني الذي كان يحترم واجبه الإنساني والقانوني وبين ما يجري هذه الأيام للجرحى الجنوبيين في ثورتنا التحررية السلمية من معاملة لا إنسانية من المحتل اليمني وصلت إلى اختطاف الجرحى من بيوتهم وسحلهم بهمجية بشعة جداً.

 

الشاعر هو صالح سعيد نصيب: شاعر ورياضي جنوبي ولد عام 1935 في الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى تعليمه الأولي في مدينته، لم يكمل تعليمه وعمل في البناء. استمر في تثقيف نفسه وعمل من 1954 حتى 1975 في التدريس في مدينة جعار. ثم ترك التدريس وتفرغ للكتابة. ثم عاد مرةً أخرى للتدريس في الشيخ عثمان، وفي 1978 عين مدرساً بوزارة التربية والتعليم. وهو أحد مؤسسي نادي الاتحاد الرياضي في 1952. وهو كذلك أحد مؤسسي ندوة الجنوب الموسيقية في 1957,انتخب عضواً في المجلس التنفيذي لإتحاد الأدباء والكتاب في 1974 توفي في 22 سبتمبر 1995م , وكان الشاعر (نصيب) قريبا من صوت الشعب ومشاركاً في معاناة الثوار في كل مراحل الثورات والانتفاضات الجنوبية ومن ذلك تفقده وزيارته للجرحى بالإضافة الى بث الحماسة في الثوار بكلماته

الثائرة.

 

الأنشودة :هي (بأسم هذا التراب) للشاعر الجنوبي صالح سعيد نصيب (1935-1995م) وقد قيلت هذه الأنشودة في منتصف الخمسينات من القرن الماضي وتحديدا في 1956 م وقد قالها الشاعر صالح نصيب بعد ان قام بزيارة مجموعة من جرحى انتفاضة قبائل آل ربيز وهم يتلقوا الرعاية الطبية في مستشفى الملكة (اليزابث) في العاصمة عدن, وما كان من قريحة الشاعر الثائر صالح نصيب إلا أن تشارك الثورة بتفاعل كبير بهذه الرائعة (بأسم هذا التراب) وقد التقطها الفنان الكبير الثائر (حسن عطا) ليلحنها ويغنيها بثورية رائعة ولا يفوتنا كذلك ان نشير الى أنها كانت تذاع من (صوت العرب) وغناها الفنان (عطا),

الله يرحمه في احتفالات ثورة الجزائر في 1957-1958م في الجزائر.

 

 

نص الأنشودة (باسم هذا التراب)

بـاسـم هــــــــذا التــراب والفيــافــي الرحــــــاب

والجبــــــال الصعـــــاب ســـــوف نثــــأر يا أخي

 

يا بني هذا الجنوب اليوم هذا يومكم يوم الشعـوب

يــــــــوم أخـــــــذ الثــــــآر بالدمــــــــاء والنــــار

 

هيـــــــا يـــــــا أحـــــرار نلحـــــق الركب الأبـــي

بــــاســــــــــم هــــــــــــذا الــــتـــــــــــــــــــــراب

 

إن فــــــــي الثـــــــورة موتـــاً ومـن المــــوت حيــاة

إن الثـــــورة نصــــــراً تسمـــــع الدنيـــــــا صـــــداه

 

إنهـــــا ليســــت خيـــــالاً فســــألـــوا عنهـــا جمـال

 

فهوـــــ صنـــاع الرجـــــــال وفتـــى قــــــوميتــــي

بــــاســــــــــم هــــــــــــذا الــــتـــــــــــــــــــــراب

 

يـوم تـروى الأرض مـن دمـك ودمـي يا أخــــــي

ويشبـــع الطيــر مــن لحمـــي ولحمــك يا أخــي

 

يـــــوم تغــــزو النــــار فـــي منـــــــــزل أخيــــك

يــــــــوم تسمــــــــع صــــرخــــة الأطفـــال فيــك

 

احمنــــــــا يـــــــا أبــــي احمنــــا يـــا ابـــــــــي

اســــــــــم هــــــــــــذا الــــتـــــــــــــــــــــــراب

 

ســـــل ضميــــرك كيـــــف يرضــــى بالحيـــاة

تحــــــت أقــــــــــــــدام الــــــــدخيـــــــــــــــل

 

مــا شعــــــــــــورك يــــوم ثــــــار الشــــــــرق

وتحــــــدى الطغـــاة وانـــت في أرضك ذليــــل