العجز العربي

2014-04-07 04:45

 

نتحدث كثيراً عن العجز العربي ؛ لأننا - ببساطة - لم نعثر على الصدر العربي كي نتحدث عنه , أو ندبِّج فيه القصائد والمقالات .. و على هذا التأسيس , لا توجد قمم عربية ؛ لأن القمة تناسب الصدر و أما العجز  , فيناسبه شيء  آخر .. وقد قال عليه  الشابي : ( ومن لا يحب صعود الجبال ‘‘ القمم ’’ يعش أبد الدهر بين الحفر ) فما الذي فعلته جامعة الدول العربية خلال سبعين عاماً من عمرها , سوى أنها – في كل قمة – تهوي بنا سبعين خريفاً من حفرة إلى حفرة ..

 

لم تعد فلسطين و حدها الجرح الغائر في جسد الأمة , فبلاد العرب كلها جرح نازف .. و قد قال الشاعر ( بلاد العرب أوطاني , من الشام لبغدان.... ) نعم ما حال الشام اليوم ؟ و ما حال العراق و ليبيا و تونس و مصر ؟؟ شعوب مشردة لاجئة , يقتلها القرُّ في الخيام .. و شعوب تائهة جائعة , يقتلها الفقر الزؤام  .. كل هذا , وهي ( أي الشعوب ) كالعيس في البيداء , أنهكها و قصم ظهرها قِرَبُ ( أوعية حفظ الماء وحمله ) النفط و خزانات الغاز ..

 

ثروات بالمليارات , تنفق على المهرجانات و القنوات و المباريات , ثم يأتون ليخوِّفونا .. بإسرائيل أو بإيران , و هم يفعلون بشعوبهم  أبشع مما فعلت إسرائيل , و أسوا مما تفعل إيران ..

 

و ليتهم احتذوا بهاتين الدولتين النوويتين , لما كان حالنا يسوء من قمة إلى قمة .. أو ليتهم  احتذوا بشعوب شرق آسيا , الذين وُلدوا بعدنا بعشرات السنين .. وتقدموا علينا و سبقونا بمئات السنين ..

و السبب واضح و بسيط , أنهم اهتموا بالعلم و التصنيع , اهتموا بالمستقبل .. بينما ظللنا نحن – كأجدادنا – نتغزل بالماضي , و نبكي على أطلال التاريخ ..

 

ومثلما كانوا في عهد الجاهلية يعبدون الأصنام  , نحن في عهد التوحيد و الإسلام , نعبد الحكام .. و شتان بين عهدنا و عهدهم ..

 

و لن أكون مبالغاً لو قلت أن الشعوب العربية لو خُيِّرت بين الاستعمار و الأنظمة الوطنية و الثورية و الـ..... لاختارت الاستعمار البغيض ..

 

و إلا ماذا تنتظرون من شعوب ( بعد خمسين سنة ثورة أو تزيد ) و هي ما زالت تتحدث عن الكهرباء والماء و محو الأمية , أبسط حقوق الإنسانية  في القرن الحادي و العشرين ..