شبوة برس – خاص
أعاد المدون الحضرمي نايف حمد كشميم نشر تدوينة لأحد مناصري الخطاب العنصري في حضرموت، بعد طمس اسمه لأسباب اجتماعية، في سياق الإدانة وكشف القبح لا الترويج له، وذلك عقب تداول عبارات طبقية مهينة تقسم المجتمع إلى شرفاء وعبيد، في إساءة صريحة للكرامة الإنسانية وللنسيج الاجتماعي الحضرمي.
وبحسب متابعة محرر شبوة برس، فإن إعادة النشر جاءت لفضح هذا الخطاب المريض والتنبيه إلى خطورته، لا لتبنيه، حيث عبّر كشميم بوضوح عن رفضه لهذه اللغة التي تتنافى مع أخلاق حضرموت وتاريخها القائم على التسامح والمساواة واحترام الإنسان.
هذا الموقف العنصري رد فعل على مليونية المكلا مساء اليوم التي ألجمت أعداء حضرموت والجنوب العربي وأصابتهم بالرعب.
ويرى مراقبون تابهم محرر "شبوة برس" أن هذا الخطاب لا يمكن فصله عن ثقافة دعاة الحبرشة القبلية، والعصبة الحضرمية الأحمرية، ومروجي مشروع ما يسمى بدولة صنعموت ذات الدم الأزرق النقي، وهي ثقافة تقوم على الاستعلاء الطبقي وتقديس النسب، وتسعى إلى إعادة إنتاج المجتمع الحضرمي على أساس قبائل لها كامل الحقوق، وفئات أخرى تُدفع قسرًا إلى خانة العبيد والخدم بلا كرامة ولا مواطنة.
ويؤكد متابعون أن هذا النهج يصطدم مباشرة مع جوهر الإسلام الذي حرم التمييز بين البشر، وجعل معيار التفاضل التقوى وحدها، كما يعيد إلى الأذهان ممارسات جاهلية سوداء حرمها الله ولفظتها القوانين والمواثيق الإنسانية، وفي مقدمتها امتهان الإنسان وتقسيمه على أساس الأصل أو السلالة.
ويحذر مراقبون من أن التساهل مع هذا الخطاب أو تبريره تحت أي غطاء سياسي أو قبلي يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم الاجتماعي في حضرموت، ويفتح الباب أمام صراعات داخلية خطيرة، ويشوّه عدالة أي مشروع سياسي يدّعي تمثيل الحضارم أو الدفاع عن حقوقهم.
وتؤكد شبوة برس أن إدانة العنصرية واجب ديني وأخلاقي ووطني، وأن حضرموت كانت وستظل أرضًا للتعايش والكرامة الإنسانية، وأن أي مشروع يقوم على الدم والنسب والاستعلاء محكوم عليه بالسقوط أخلاقيًا وإنسانيًا قبل أي شيء آخر.

الناشط السياسي نايف كشميم وثق عنصرية الانعزاليين الحضارم الكريهة