مواقف الدول لا تقاس بتغريدة

‏نقطة نظام!!!

لا تُقاس مواقف الدول بما يكتبه مغرّد فاضي جالس في مقهى، أو ينافح بها صحفي مغمور على شاشة اخبارية؛ فسياسات الدول لا تُصنع في المنصّات ولا تُفصَّل على مقاسات الإعلام، بل تُرسم في مراكز الدراسات وغرف الاجتماعات المغلقة، حيث يعمل صانعو القرار الحقيقيون بعيدًا عن صخب الجمهور وضجيج المنابر.

 هناك تُناقَش المصالح الاستراتيجية، وتُوزَن الكلفة والعائد، وتُبنى التفاهمات الحقيقية بين الدول، بينما يظل ما يُقال في الساحات الافتراضية مجرّد ضوضاء تحاول التأثير في الصورة لا في الجوهر.

المنصات الاجتماعية صُمّمت خوارزمياتها أساسًا لتكريس التفاهة وما يثير الانفعال ويستجلب التفاعل، لا ما يقدّم معرفة رصينة أو تحليلًا عميقًا؛ لذلك ينال الخطاب السطحي والاستقطابي التافه نصيبًا أوفر من الانتشار، على حساب النقاشات الجادّة والآراء المتّزنة.

 وهكذا تتحول كثير من التفاهات الفكرية والسياسية إلى حقائق متخيلة في وعي الجمهور المغيَّب، فيما تظل صناعة القرار الفعلية تتحرك في مسار مختلف تمامًا عن هذا الضجيج الرقمي.