رصد الباحث المصري المتخصص في شئون الإرهاب والحركات الإسلامية، الأستاذ "ماهر فرغلي"، تطورات خطيرة في خطاب تنظيم القاعدة باليمن، مشيراً إلى أزمته الداخلية ومحاولاته لمواجهة تيار تغييري ناشئ.
ووفقاً للرصد الذي تابعه محرر "شبوة برس" على منصة "إكس"، أصدر تنظيم القاعدة في اليمن مرئياً جديداً بعنوان "سبيل الرشاد"، تناول بشكل كامل قضية الجواسيس الذين اخترقوا صفوف التنظيم، حيث أدلى بعضهم باعترافات تفصيلية حول عمليات تجنيدهم واختراقهم.
وأوضح "فرغلي" أن موضوع الاختراق يمثل أزمة عميقة تواجه التنظيم، لدرجة تدفعه في كثير من الأحيان للتخلص من عشرات أتباعه بالقتل، فضلاً عن سجنهم وتعذيبهم "بشكل بشع" في سجون مخصصة لهذا الغرض.
ولفت الباحث المصري إلى أن الإصدار الجديد أكد على الظهور المستمر لــ "إبراهيم البنا"، الإرهابي المصري المطلوب على قائمة الإرهاب الدولي، باعتباره المسؤول الأمني للتنظيم، مشيراً إلى أن البنا "متورط في قتل العشرات بنفسه وأمام الكاميرات".
كما سجل فرغلي ملاحظة مهمة في الفيديو الأخير، تمثلت في "انزعاج التنظيم الواضح" من تيار التغيير الداخلي بقيادة أبي عمر النهدي، الذي يحاول – وفقاً للتحليل – تكرار تجربة أحمد الشرعبي باليمن، بدعم تركي واضح.
من جهة أخرى، علق السفير المصري لدى الأمم المتحدة، الأستاذ سامح عسكر، على هذه التطورات بتغريدة متسائلاً: "تنظيم القاعدة في اليمن يريد استنساخ التجربة السورية في اليمن الشقيق بقيادة أبي عمر النهدي وبدعم تركي.. هل سنرى اليمن سوريا أخرى؟ هل سنرى القاعدة تحكم صنعاء وعدن؟"
يأتي هذا التحذير ليلقي الضوء على المخاطر المحتملة لتحول تنظيم القاعدة في اليمن نحو نموذج يشبه تجربته في سوريا، مما يهدد باستقرار مناطق أوسع، بما فيها حضرموت والجنوب العربي، ويفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيداً في الصراع اليمني.