شبوة برس – خاص
قال المحلل السياسي والعسكري العميد "ثابت حسين صالح"، في تحليل نشره على منصة "إكس" ورصده محرر "شبوة برس"، إن القوى العظمى وبعض القوى الإقليمية تتبع استراتيجية ثابتة تقوم على "إضعاف الدول ثم إنقاذها"، لتتحول من موقع الوسيط إلى موقع المالك وصاحب القرار.
وأوضح العميد ثابت أن هذه القوى تتدخل عادة عندما تقترب الأنظمة من السقوط أو الدول من الانهيار، ليس بدافع الحرص على الاستقرار، بل طمعًا في الاستثمار بالضعف واستغلال الحاجة، مشيرًا إلى أن ما حدث في سوريا عام 2015، حين أنقذت روسيا نظام بشار الأسد، تكرر في ليبيا حين تدخلت تركيا عسكريًا لإنقاذ حكومة الوفاق مقابل نفوذ واسع واتفاقات بحرية واقتصادية مكّنتها من إعادة نفوذها العثماني في شمال أفريقيا وشرق المتوسط.
وأضاف أن السيناريو ذاته يُعاد اليوم في السودان، حيث يواجه نظام البرهان حالة ضعف غير مسبوقة أمام قوات الدعم السريع، فيما تتهيأ قوى كبرى كروسيا والصين وتركيا وإيران لاستثمار المشهد كما فعلت سابقًا في ملفات مشابهة.
وأكد العميد ثابت أن هذه هي "لعبة القوى الكبرى منذ الحرب الباردة: اصنع الأزمة، ثم تدخل لحلّها... لتصبح أنت صاحب الأرض لا الوسيط فيها"، محذرًا من أن السودان يقف على مفترق طرق مصيري بين خيار الاستقلال الوطني عبر تسوية داخلية، أو الوقوع مجددًا في فخ التدويل والوصاية الأجنبية.
وفي ختام تحليله، أشار إلى أن اليمن تعيش المعادلة ذاتها، وأن لا مخرج من دوامة الحرب والمجاعة إلا بتحكيم لغة العقل والعدل، عبر "فك ارتباط سلمي وسلس، وعودة الدولتين المتعايشتين مع بعضهما البعض ومع محيطهما العربي والدولي، على قاعدة الاستقلال والعلاقات الثنائية وفق المصالح المشتركة".