تعيينات بين المحاصصة والمصلحة.. من يخدم الجنوب؟

2025-10-28 23:15
تعيينات بين المحاصصة والمصلحة.. من يخدم الجنوب؟
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - لطفي الداحمة

في كل مرة تعلن فيها حكومة "المناصفة" عن تعيين جديد، أو يصدر المجلس الانتقالي قراراً بتكليف أو إحلال، تتجدد الأسئلة ذاتها في الشارع الجنوبي، هل نحن أمام قرارات تبنى على الكفاءة والمسؤولية الوطنية؟ أم أمام صفقات ترفع أشخاصاً من الهامش إلى القمة دون رصيد من العمل أو الإنجاز؟

 

الواقع المؤلم يقول إن معظم تلك التعيينات لم تحمل في جوهرها هم الجنوب ولا قضيته، بقدر ما حملت هم الأفراد ومصالحهم الشخصية، فمن مناصب شكلية إلى مواقع سيادية، تحولت الوظيفة العامة إلى جسر نحو الثراء لا نحو الخدمة، كانوا يعيشون الكفاف، فأصبحوا بين ليلة وضحاها من أصحاب العقارات والأرصدة، في حين أن الجنوب الذي يفترض أنهم يمثلونه لا يزال غارقاً في الظلام، مثقلاً بالأزمات، يترقب وعوداً لم تتحقق.

 

أين المجلس الانتقالي، الذي رفع شعار استعادة الدولة ومحاربة الفساد، من مساءلة أولئك الذين حوّلوا مؤسسات الجنوب إلى ملكيات خاصة؟ وأين الرقابة على فواتير السفر والتعيينات العبثية والعقود التي تبرم باسم الجنوب، في الوقت الذي لا يرى المواطن منها سوى الفتات؟

 

قد يقول البعض إن الطرف الآخر، الحكومة الشرعية، ليس معنياً بخدمة الجنوب أصلاً، إذ ينظر إليه كسلطة أمر واقع لا تمثل تطلعات أبنائه، لكن ماذا عن الطرف الذي يرفع راية الجنوب نفسه؟ أليس الأجدر به أن يكون المثال في النزاهة والانضباط والمحاسبة؟

 

إن من حق الشارع الجنوبي أن يسأل، ومن واجب القيادة أن تجيب، فالثقة لا تمنح بلا حدود، والسكوت لم يعد حكمة حين يتحول إلى تواطؤ.

 

لا أحد يطالب بالمستحيل، فقط بشيء من الضمير والشفافية، نريد مسؤولاً جنوبياً يرى في منصبه واجباً لا غنيمة، ويضع مصالح الناس قبل مصالحه، لأن الجنوب الذي ضحى لأجله الآلاف لا يستحق أن يدار بعقلية الصفقات والولاءات الضيقة.

 

الجنوب بحاجة إلى ثورة قيم قبل ثورة ميدان، إلى مراجعة داخلية صادقة تعيد التوازن بين الشعارات والواقع، فالمناصب تزول، لكن الذاكرة لا تنسى من خدم ومن خان الأمانة.