هناك مواضيع لا أحد يطرقها رغم أنها بحاجة إلى تفنيد وتحليل وتفسير : هل هي ظاهرة مجتمعية أم غريزة لدى البعض أو أنها بتوجيه رسمي 'غير مدروس' !! .
يغفل بعض منتحلي السياسة عن تحول مجتمعي هائل يتمثل في فهم " جمعي " للشأن السياسي 'خاصة' يشمل كل أطياف المجتمع ﴿ المتعلم أو الأمي ﴾ ، هذا الجهل المركب لدى صنف المنتحلين يدفعهم إلى خوض معترك حساس لايجيدون التعامل معه ولا كيفية تسخيره لصالح قضية معينة أو أي شأن من الشؤون .
المجتمع اليوم حصل على التكنولوجيا واستخدم الذكاء الصناعي وأصبح يحلل كل شاردة وواردة فلا مجال للكذب عليه أو التدليس ! لأنه ببساطة سيقوم بفتح جهاز كمبيوتر أو هاتفه الذكي ويرى كل شيء واضح أمامه وبسهولة يكشف الكذب والتطبيل السخيف .
بصراحة نقولها أن ما نقرأه في مواقع التواصل الإجتماعي وبعض المجموعات الخاصة التي تتبع مكونات سياسية و مجتمعيه (سخيف إلى أبعد حد) ! لماذا كل هذه التفاهة ؟؟
القضايا الوطنية لا تتحقق بالكذب ، والأوطان لا تستعاد بالتدليس المكشوف .. والقيادات التي تؤيد هذا النهج لا تستحق أن تكون قيادة ، وهي بحاجة إلى تأهيل لفهم أهمية موقعها القيادي وكيفية التعامل مع الآخرين في ظل ثورة تكنولوجية هائلة لا يمكن تضليلها أو تجاوزها .
- صناعة الأصنام :
محلياً عشنا وشفنا في مراحل من تاريخ الجنوب تطبيل ونفاق وتضليل وصناعة أصنام وصل إلى حافة " التأليه" والعياذ بالله .. وسمعنا ورردنا " مرغمين " (﴿ سالمين نحن اشبالك وأفكارك لنا مصباح .. واشعلناها ثورة ' حمراء ' بعنف العامل والفلاح ﴾) !! كان سالمين مرتاح لسماع هذا الشعار ولم يمنع الغوغاء من ترديده حتى وصل المرحلة ' الصنمية '.. بعد هذا التطبيل والنفاق ، نفس الحناجر وصفته ب( المنحرف سالمين !!! ) و ( اليساري الإنتهازي) ! .
صنعوا من الرجل صنم يعبد .. حتى أن أحد الأشخاص عندما أذيع خبر إعدام " سالمين " قال بعفوية : ﴿ والله إني ما كنت أظن أن سالمين با يموت !!! ﴾ وهذا الشخص توفاه الله وأعرفه شخصيا وسمعتها من فمه !! .
لذلك نقول أن التطبيل ماركة مسجلة ..
- عبدالفتاح اسماعيل ، هو الصنم المنظر الآخر :
ما أن تخلص الرفاق من سالمين ووصفوه بالمنحرف !! حتى ظهر نجم عبدالفتاح ورفاقه وبدأت الطبول تقرع ، والشعارات تفجر حناجر الغوغاء بالاشادة بالزعيم الاشتراكي الفذ الجديد " فتاح " ، الذي كانت كنيته ابو صلاح !! (﴿ أبو صلاح اليوم علم رفاقك .. كلنا مدفع وشعبك ذخيرة ﴾) !! كل المطبلين مدفع والشعب ذخيرة !!!! .
هكذا كانت تصنع الأصنام ولا زالت الطبول تقرع إلى اليوم ولا زلنا نسمع شعارات مشابهة لتلك !!
لماذا ؟ إلا يعلموا أن الزمن اليوم غير زمن السبعينات ، والمد الثورجي قد انتهى ؟ وإن البدو في الشعاب والصحاري يعرفون كذبهم ونفاقهم وتطبيلهم ؟ بل انهم يعلمون أن المطبلين في الحاضر ضررهم أكثر من نفعهم ، وأنهم يكشفون تفاهتهم أمام الخصوم .
...
قبل أمس زار نائب رئيس مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي روسيا في زيارة رسمية بإسم مجلس القيادة الرئاسي ، وتباحث مع نائب الرئيس الروسي ووزير الخارجية بهذه الصفة " نائب مجلس القيادة الرئاسي للجمهورية اليمنية " وعلى الطاولة علمي اليمن وروسيا !! وتقرأ لمطبل يقول .. عقد الأخ الرئيس مباحثات مع نائب الرئيس الروسي ووزير الخارجية تناولت العلاقات التاريخية بين (الجنوب) وروسيا وبحثوا آفاق الإستثمارات الواعدة في الجنوب !!!!.
أليس هذا تدليس وكذب ؟
أليست هذه قمة السخافة ؟
يجب على الهيئة الإعلامية التابعة للمجلس الانتقالي إذا كانت تعرف مهمتها ، منع هؤلاء من تشويه الرئيس عيدروس وتشويه المجلس الانتقالي بهذه التفاهات .
نعم ستكون قضية الجنوب حاضرة في هذه الزيارة لكن ليست أمام الإعلام وبالصفة الرسمية التي يمثلها نائب الرئيس عيدروس .
احترموا عقول الناس وقبلها احترموا أنفسكم لو كان عندكم لأنفسكم تقدير .
قضية الجنوب حاضرة في قلوب احرار الجنوب الصادقين المخلصين وليس المطبلين والمنتفعين والمنافقين .