عيدروس الزبيدي.. مسار التحرير وعلي ناصر محمد.. إرث الدم

2025-10-12 21:22
عيدروس الزبيدي.. مسار التحرير وعلي ناصر محمد.. إرث الدم
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

الرئيس عيدروس الزبيدي وعلي ناصر.. طريقان لا يلتقيان

 

*- خاص لــ "شبوة برس"

تختزل المقارنة بين الرئيس عيدروس الزبيدي والرئيس السابق علي ناصر محمد مسافةً طويلة بين من نذر نفسه لوطنه، ومن باع ذاكرة وطنٍ بأكملها لأوهام السلطة والشعارات.

 

منذ نهاية حرب 1994 العدوانية على الجنوب، عاش الزبيدي مطاردًا في جبال الضالع، يتنقل بين الجبهات ويُدرّب المقاتلين على مقاومة الاحتلال اليمني، مؤمنًا أن الحرية لا تُوهب بل تُنتزع. وعندما اندلعت حرب 2015، أدرك أن اللحظة التاريخية قد حانت، فقاد صفوف المقاومة الجنوبية وفتح طريق التحرير، ثم أسس المجلس الانتقالي الجنوبي كإطار سياسي يجمع إرادة الشعب نحو استعادة الدولة الجنوبية وبناء مؤسساتها على أسس العدالة والشراكة.

 

في المقابل، يقف علي ناصر محمد في الضفة الأخرى من التاريخ، حيث ارتبط اسمه بصفحات دامية في الذاكرة الجنوبية. كان أحد أبرز رموز الجبهة القومية الذين زجوا بالجنوب في صراعات أيديولوجية أنهكت الوطن، وشارك في مجازر 13 يناير 1986 التي أزهقت آلاف الأرواح، كما أسهم في تدمير ميناء عدن الذي كان من أكبر الموانئ العالمية. ورغم كل ما جرى، لا يزال متمسكًا بالوحدة اليمنية التي لم تجلب للجنوب سوى الدمار، خشية أن يُفتح ملف جرائمه القديمة.

 

البروفيسور عبدالله مبارك الغيثي لخّص المشهد في تغريدة رصدها محرر "شبوة برس" على منصة إكس قائلاً: “الفارق بين الزبيدي وعلي ناصر هو أن الأول يعمل من أجل عودة الجنوب العربي إلى مكانته المشرقة، بينما الثاني أراد أن يحول الجنوب إلى جغرافية هامشية يتقاسمها الفاسدون ويكون هو تابعًا لهم”.

 

بين القائد الذي قاتل ليُعيد للجنوب كرامته، والسياسي الذي تخلى عن إرث شعبه، يبقى الجنوب العربي على موعد مع الحقيقة، ومع رجالٍ يصنعون المستقبل لا يخشون ماضيهم.