عدن – تقرير خاص لـ "شبوة برس"
تشهد مكاتب الأحوال المدنية في محافظات الجنوب العربي ازدحامًا غير مسبوق منذ بدء العمل بما يسمى "البطاقة الذكية"، التي أثارت جدلًا واسعًا بسبب ما تحمله من "مخاطر ديمغرافية" تهدد الهوية السكانية للجنوب العربي.
فقد أكدت مصادر محلية في محافظتي "لحج وعدن" أن آلاف الوافدين من محافظات اليمن يترددون يوميًا على مكاتب الأحوال المدنية لاستخراج البطاقة الجديدة، في ظل تسهيلات غير مفهومة تمنح لهم، مقابل صعوبات ومعوقات يواجهها أبناء الجنوب أنفسهم للحصول على نفس الوثيقة.
وتشير المعلومات إلى أن البطاقة الذكية، التي أُطلقت بإشراف مباشر من "وزير الداخلية إبراهيم حيدان"، وهو أحد قيادات حزب "الإصلاح اليمني"، لا تتضمن خانة تحدد مكان ميلاد حاملها، الأمر الذي يفتح الباب أمام استفادة آلاف اليمنيين من المحافظات اليمنية من امتيازات الهوية الجنوبية دون أن يكونوا من مواليدها أو من أبنائها.
ويرى ناشطون ومراقبون أن هذه الخطوة تمثل جزءًا من مخطط سياسي طويل الأمد يهدف إلى منح هوية جنوبية مؤقتة للمستوطنين والنازحين القادمين من الشمال، والذين يقدر عددهم اليوم بأكثر من "سبعة ملايين نسمة" يعيشون في محافظات الجنوب العربي.
ويحذر الغيوريون على هوية الجنوب العربي من أن تمرير هذا المشروع دون ضوابط صارمة سيسبب "اختلالًا ديمغرافيًا خطيرًا"، إذ سيؤدي إلى تضاعف عدد حاملي الهوية الجنوبية المزيفة، ما يجعل "الجنوبيين الأصليين أقلية داخل وطنهم"، ويمنح القادمين من اليمن فرصة للمشاركة في تقرير مصير الجنوب العربي سياسيًا ودستوريًا مستقبلاً.
ويؤكد ناشطون جنوبيون أن تجاهل خانة "مكان الميلاد" في البطاقة الذكية ليس صدفة، بل خطوة مدروسة لإلغاء التمييز الجغرافي بين الشمال والجنوب، بما يخدم أجندة قوى النفوذ اليمنية التي تسعى إلى إعادة نفوذها إلى الجنوب بوسائل ناعمة بعد فشلها عسكريًا.
وطالب حقوقيون وممثلون في منظمات مدنية بضرورة تجميد العمل بالبطاقة الذكية بصيغتها الحالية، ومراجعة كل البيانات التي تم منحها للمواطنين القادمين من المحافظات الشمالية، إلى جانب إدراج مكان الميلاد والهوية الجغرافية الأصلية في كل الوثائق الرسمية الصادرة عن مؤسسات الدولة.
ويرى محللون أن استمرار هذا المشروع دون رقابة حقيقية سيحوّل البطاقة الذكية إلى "قنبلة ديمغرافية مؤجلة"، قد تنفجر مستقبلاً في وجه أي مشروع لبناء دولة جنوبية مستقلة ذات سيادة وهوية واضحة، إذ إن التلاعب بالهوية السكانية يعني عمليًا "تغيير شكل الدولة القادمة ومصير شعبها" الذي ناضل طويلًا من أجل استعادة أرضه وقراره الوطني.
*- المحرر الاخباري لــ "شبوة برس"