من المعروف أن كل الجنوبيين قد سرحوا قسراً من أعمالهم ووظائفهم بعد احتلال وطنهم من قبل نظام صنعاء عام 1994م , وتم معاملتهم بصورة مذلة ومهينة لم يقم بها من قبل أي احتلال على وجه هذه الارض .
بعد اندلاع ثورة شعب الجنوب السلمية التحررية المباركة في 23 مارس 2007م كان نظام صنعاء في كل مرة يعلن عن اجراءات تجاه شعب الجنوب بهدف اخماد هذه الثورة , إلا انها كانت في كل مرة إجراءات غير صادقة وسخيفة ومرفوضة من قبل شعب الجنوب , لأن قضيته قضية وطن ودولة تعرضا للاحتلال وليست قضية وظيفة.
في هذا العام اعلن نظام صنعاء عن تشكيل عدة لجان بشأن حل مشاكل الجنوبيين ومنها لجنة لحل قضايا الموظفين الجنوبيين العسكريين والمدنيين . وبعد عدة شهور صدر قرار رئاسي في يوم الأربعاء 11 سبتمبر 2013م يقضي بعودة المئات من الموظفين الجنوبيين السابقين إلى أعمالهم . فهللت هيئات نظام صنعاء ووسائل اعلامه لهذا القرار. بل اعتبرته قراراً تاريخياً .
ولكن مع الأيام انكشف المضمون الحقيقي لهذا القرار وتبين أنه فضيحة بكل المقاييس , حيث أن 80% ممن تم الاعلان عن عودتهم إلى اعمالهم معظمهم قد انتقلوا إلى جوار ربهم (أموات) والبعض الآخر اصبحوا عجزة أو معاقون وغير قادرين على العمل , أي انهم في عداد الأموات , وكان بالنسبة لهم أو لأسرهم قرار العودة هو بمثابة تسوية وضع معاش تقاعدي غير عادل لا أكثر .
أما الـ 20% الباقية من الذين تم الاعلان عنهم , فقد تم وضع شروط على بعضهم , وهي أن يعملوا لصالح نظام صنعاء ولاسيما مع الأجهزة الأمنية وفي مقدمتها جهازي الأمن القومي والأمن السياسي كجواسيس على شعب الجنوب , وجزء منهم تم ضم اسمائهم من قبل أعضاء اللجان لوجود صلات مختلفة لهم بأعضاء تلك اللجان.. أليس هذه فضيحة بحق؟.
مسكين شعب الجنوب كثرت عليه مصادر الظلم , ولكن مظالمه الاشد مرارة انها تأتي من ابنائه , فواحد منهم كان السبب في توريطه في ما يسمى بالوحدة , لأنه اراد أن يدخل التاريخ من أوسع ابوابه, فخرج من اضيق الابواب , والثاني يعمل على استمراره في هذه الوحدة لأنه ايضاً يريد أن يدخل التاريخ من اوسع ابوابه , ولا يعلم إلا الله كيف سيكون خروجه !!!
المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.
23 سبتمبر 2013م