بيان للرد على عبث "حفيدات بلقيس" بالهوية العدنية (توثيق)

*- شبوة برس – جسار مكاوي

في زمنٍ تُسطى فيه الهويات وتُختطف فيه الرموز، نجد أنفسنا اليوم أمام محاولة جديدة لتزوير الوعي الجمعي، والسطو على الهوية العدنية الأصيلة من قِبل كيانات دخيلة تجهل جوهر عدن وتاريخها، وآخرها ما يُسمى بـ"شبكة حفيدات بلقيس" التي تسوّق لنفسها عبر مشاريع ظاهرها تنموي وباطنها تزييف وتكريس لهوية لا تمت لعدن ولا لأهلها بأي صلة.

إن الهوية العدنية ليست شعارًا يُعلّق على جدار أو بازارًا يُقام لالتقاط الصور وتمرير الأجندات، بل هي إرث حضاري عميق، تشكّل عبر قرون من التراكم التاريخي والثقافي، وصِيغت في أروقة الميناء، وساحات النضال، ومراكز الفكر والتعليم، وهي هوية مدنية حرة، مستقلة، لا تقبل التدجين ولا التوظيف السياسي ولا التجميل الزائف باسم "التمكين" أو "التمثيل النسوي" الموجّه.

كيف لمن يرفع راية "بلقيس" – رمز سبأ اليمنية – أن يدّعي تمثيل عدن، المدينة التي قاومت التغوّل اليمني بكل صوره؟

كيف تُستباح القاعة الكبرى في قلب منتجع عدني، لتكون منصة لتسويق مشروع يتحدث عن "الهوية العدنية" بتمويل خارجي، وتنفيذ أدوات تتبع أطرًا يمنية المنبع والانتماء، تتغنّى بثقافة شمالية، وتُقصي الجنوبيين الحقيقيين من عدن وملفها التراثي والثقافي؟

نقولها بوضوح، ومن موقع المسؤولية القانونية والأخلاقية والثقافية:

"إن الترويج لأي فعالية تحت مسمى الهوية العدنية، دون إشراك حقيقي لأبناء عدن ومؤسساتها الفاعلة، ودون مراعاة الإطار التاريخي والسياسي لهذه الهوية، يُعد انتحالًا ثقافيًا ومخالفة صارخة لمبدأ حق الشعوب في الحفاظ على هويتها وتقرير مصيرها الثقافي والسياسي، وهو ما تؤكده المواثيق الدولية ذات الصلة."

ونطالب الجهات الراعية والممولة لمثل هذه المشاريع، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي والمنظمات الشريكة، بمراجعة سياساتها التمويلية واحترام الخصوصيات الهوياتية للشعوب، والكف عن تمويل مبادرات تُساهم في طمس الهويات وتمييع النضال الجنوبي بعدنيته العريقة.

عدن لا تحتاج من يُعرّفها بهويتها...

عدن هي الهوية، وهي الميزان، وهي التاريخ الذي لا يُزوَّر.

#عدن_أصالة_لا_تُختزل

#الهوية_العدنية_خط_أحمر

#لا_لهوية_مُعلّبة

#عدن_ليست_سبأ

*صادر عن المجموعة القانونية و الإستشارية لحماية الممتلكات و الأعيان الثقافية في عدن و الجنوب.

عنهم رئيس المجموعة ـ المحامي/جسار فاروق مكاوي .