كيفما تكونوا يول عليكم.
حديث ضعيف لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -،وسواء كان حديثا نبويا .. أو مقولة ففيه الكثير من الصحة.
فهو ينطبق علينا،- نحن الجنوبيين- إنا شعب حسن التيات طيبون الى حد السذاجة ،وشعب كهذا لابد أن سياسييه مثله ،لأنهم ترعرعوا في اوساطه !
لقد ابتلى الجنوب بشلة من المراهقين السياسيين الذين ابوا إلا التفريط فيه كيفما اتفق ،شلة عملت على جلب محتل آخر لبلدها، دون أن تعرف شيئا بذكر عن اطماع ذلك المحتل وعدائه وحقده الدفين على بلدها الذي استعصى عليه بسبب مقاومة شعبه ،الذي لطالما قاوم اطماعه في ارضه في مراحل مختلفة من التاريخ.
حتى إذا ظهرت تنظيمات التآمر، في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي،، راحت تستدعيه لتسلمه ارضا لم يفوضها أحد في التخلي عنها.
كانت مشكلة نظام جنوب ١٩٦٧م أنه لم يكن معنيا بمعرفة البلد الذي اعتبر الجنوب جزءا منه ،او شطره الآخر ، فمن وحهة نظر ذلك النظام الأرعن ان الحنوب واليمن كانا وطنا واحدا ،قبل أن يقوم البعض في الجنوب باقتطاع أجزاء منه ،وتشطيره بالتالي -كما جاء في ميثاق جبهة الخيانة -الجبهة القومية -
ولهذا كان لزاما على تلك الجبهة والبعثيين والماركسيين الذين ابتلعتهم أن يضحوا بالجنوب ،ليحققوا ما افترضوه أو فرضته عليهم قوى دولية تتحكم بمصائر الشعوب الوحدة اليمنية ،وهو مايفسر عدم الاهتمام بمعرفة الطرف الآخر ،وكيف يفكر والذهنية التي تتحكم بسلوك سياسييه ،وطبيعة نظام الحكم وكل صغيرة وكبيرة،في ذلك البلد الذي اعتبرته وبلدك يشكلان بلدا واحدا.
لم يهتم تنظيم ونظام العبط بمعرفة أي شيء عن البلد الجار ،ولو انهم اهتموا بذلك لما لوحوا بوطن قائم بذاته ليسلموه بدون قيد أو شرط.
كان صالح قبل أن يزور عدن في نهاية نوفمبر عام ١٩٨٩م يعرف الكثير عن الجنوب من خلال جواسيسه المتغلغلين في قيادة الحزب ،وغيرهم.كان يعرف عن البيض كل شيء ،بينما لم يعرف البيض عن صالح أنه داهية وفاسد كبير ! يقول مالايفعل ويفعل عكس ما يقول.
لو أن البيض حرص على معرفة باليمن وتركيبتها الاجتماعية القبلية ،وطبيعة نظامها السياسي ،وكيف يدير صالح بلاده ،ولو كان سالمين يدرك أن اليمنيين لم يكونوا ليفكروا بذهنية العبط ،لما طار الى القاهرة عام ١٩٧٢م ليوقع اتفاقية تسليم الجنوب الأولى!!
بعد فنرة قصيرة من خيانته الجنوب بتسليمه لعفاش أخذ البيض يتململ ،رافضا سياسات النظام ورافضا ما اسماه الضم والالحاق،ليته كان يعرف صالح حق المعرفة ،ويعرف ثقافة بلد كان يتعين عليه أن يعرفها منذ أن بدأ خطواته الأولى في طريق السياسة وهو مراهق في العشرين من عمره هو وبقية شلة العبط ،الذين مازال هو والاحياء منهم يصبغون شعورهم.
في السياسة معرفة الآخر ،ضرورية ولا سيما إن كان هذا الاخر جارك وتعتبره جزءا منك ،أو تعتبر نفسك جزءا منه.
ليت البيض وحزب الخراب اوليا هذه المسألة عنايتهم الخاصة،لجنبا وطننا مصيرا مأساويا نحن بحاجة إلى معجزة للتخلص منه.
اليوم بعد مضي٣٥عاما على ضياع استقلال الجنوب هل مازال هناك عبطاء يفكرون بذهنية البيض واضرابه ،قبل أن يسلم بلدهم؟
نعم هناك عبطاءجنوبيون ،ولكنهم قلة لاتأثير لها.فجنوب اليوم وعى الدرس ،ولن يفرط بعد في شبر من ارضه.