رحلت بريطانيا من الجنوب وشعبه موحد،لم تمس بريطانيا وحدته الوطنية ،لقد قيل لنا إن المستعمرين الانجليز مارسوا في الجنوب سياسة (فرق تسد) والحقيقة هي غير ذلك ولو أن شعبنا كان في شقاق اثناء احتلالها لما رحلت عنه.
أي نعم كانت هناك مناوشات على حدود بعض السلطنات المتجاورة لكنها لم ترق ال مستوى العداوة المناطقية التي تفرق الامة كما حدث فيما بعد،حيث اوصلت السياسات الخاطئة لحكام الجنوب وشعبه إلى تمزق ألنسيج الاجتماعي بدءا من معاداة النظام لفئات من ابناء الشعب ناصبها العداء رافضا أن يعبر عنها باسم اطروحة الصراع الطبقي ،وكانت تلك مقدمة افضت فيما بعد إلى الصراع المناطقي باسم الصراع الطبقي ،التي باسمها راحت اقطاب الحزب الحاكم ،تكيد لبعضها بعضا ،منذ اليوم الاول للاستقلال حتى قضت على نفسها ،لتسلم البلد للشيخ عبدالله بن حسين الاحمر ،وعلي عبدالله صالح عفاش لتحقق وحدة مع بلد آخر ،بعد أن مزقت بلدها وطنيا واجتماعيا إذ صيرته قبائل ومناطق متعادية! وگان يجدر بما يسمى بالحزب الاشتراكي اليمني أن يوحد شعب الجنوب أولا قبل أن يلقي به فرد ساهم في الاضرار بوحدته الوطنية في التهلكة لكي يوحده مع شعب آخر دأب وسياسيوه على التآمر عليه ،ليسطوا على استقلاله بالحيلة والمكر،بعد أن عجزوا عن السيطرة عليه بالقوة.
اليوم ومنذ ٣٥عاما يستغل الطامع التاريخي تفرق الامة الجنوبية وعدواتها المناطقية والقبلية ،ويذهب ابعد من ذلك لأحداث شرخ هناك وهناك ،مستغلا أخطاء يقع فيه ساستنا وعسكريونا ،بحسن نية حتى يضرب ضربته القاتلة ،التي لم تقم لنا بعدها قائمة ،وللأسف هناك من الجنوبيين اخوتنا وابناء جلدتنا بدلا من أن يعملوا على اطفاء النار، وهي في بدايتها ،يصبون عليها الزيت لتتوسع ،فتلتهم الجميع.!
أي حرب اهلية جنوبية ستضر كل بيت جنوبي كما حدث في مرات سابقة.
وعلى القيادة السياسية الجنوبية اليوم أن تضع نصب اعينها قضية الوحدة الوطنية الحنوبية وتحميها من مستصغر شرر الأخطاء التي قد تبلغ بها الى مستوى الخطيئة كما حدث في يناير عام ١٩٨٦م.،التي يدفع الحنوب ثمنها حتى اليوم .