تعرّض الجنوب لهجمة استيطانية منذ اليوم الأول لما يسمى الوحدة اليمنية، إذ أرسل عفاش أعوانه ليستوطنوا الشوارع والزوايا بصفة تجار يبيعون كل شيء، فسيطروا على التجارة والزراعة، واحتكروا الأسواق ورفعوا الأسعار حتى تضاعفت ثرواتهم، وهم الذين دخلوا الجنوب معدمين.
وتتابعت الهجمة الاستيطانية، ووجد المستوطنون في الجنوب شعباً طيباً حسن النيات يعاملهم بما لم يجدوه في بلادهم، بينما كانوا يقابلون المعروف بالغدر سراً، إذ ظهر في حرب 1994م أن كثيراً منهم جنود وضباط انضموا إلى جيشهم وجيش الدنبوع الذي أهانوه كما أهانوا البيض.
وبعد الهجمة الأولى جاءت الهجمة الأخطر باسم النزوح بعد حرب 2015م، وها هم اليوم بالملايين يستوطنون الجنوب ويحتلونه احتلالاً استيطانياً بديلاً عن الاحتلال العسكري، مغيرين التركيبة السكانية، وهو أخطر من الاحتلال العسكري.
وينبغي اليوم إقامة الحدود بين البلدين لوقف الهجمة الاستيطانية اليمنية الشرسة الممنهجة، وعلى القيادة السياسية الجنوبية أن تضع خطة للتخلص من المستوطنين عبر استعادة السيطرة على التجارة وكل مجالات الحياة، بدعم الجنوبيين وتأهيلهم لممارسة الأعمال التي يهيمن عليها المستوطنون، حتى لا نجد أنفسنا أمام محتلين مختلفي الثقافة يشترون أرضنا بأموالنا ويحكموننا بها كما يفعل اليهود بفلسطين.