قد تمرض الأوطان.. لكنها لا تموت، والجنوب قادم لا محالة!

2025-06-07 22:22
قد تمرض الأوطان.. لكنها لا تموت، والجنوب قادم لا محالة!
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – ناصر العبيدي

رغم الجراح الغائرة التي أنهكت الجسد الجنوبي، ورغم الصرخات المخنوقة في صدور الأحرار، ورغم تكالب الأعداء وتناحر الأشقاء وتبعثر الصف، يبقى شعب الجنوب شامخاً، متيقظاً، لا يعرف النوم ولا يستسلم لليأس، إنه الشعب الذي تذوّق طَعم الحرية، ولن يرتضي بديلاً عن العزة والكرامة.

ندرك جيداً حجم المؤامرة، التي تُحاك داخلياً وخارجياً منذ تحرير أرض الجنوب من براثن الغزاة في صيف 2015م مؤامرة تعددت أدواتها، من حرب الخدمات إلى تجويع الناس، من تلاعب بسعر العملة إلى الفقر والغلاء والانهيار الممنهج، وصولاً إلى محاولة كسر إرادة الجنوبيين وتشويه المجلس الانتقالي الجنوبي من الداخل.

 

لكن المجلس الانتقالي، رغم كل التحديات، يبقى كياناً سياسياً، في حين أن الحراك الجنوبي وأبناء الجنوب الأحرار هم الامتداد الحقيقي والشرعي لنضال هذا الشعب، وهم من طردوا الغزاة وأسقطوا مشروع الحوثي والإصلاح والعفاشيين على تراب الجنوب الطاهر.

 

من يعتقد أن شعباً تربّى على ثقافة النضال والشهادة يمكن أن يُروّض أو يُستضعف، فهو وأهم، فهذه الشعوب لا تُقهر، لأنها اختارت أن تبذل أرواحها رخيصة من أجل الأرض، وأن لا تساوم على الكرامة، ولا تتنازل عن الحرية، ولا تفرّط بشبر واحد من وطنها.

فلنتعلّم من شهدائنا دروس الوفاء والعطاء، ولنعِ أن دماءهم الزكية هي نبراس طريقنا نحو الغد، فكل جنوبي، من العامل البسيط إلى القيادي المسؤول، يحمل أمانة غالية...أمانة وطن سقته التضحيات، ونقشته المعاناة على جدران التاريخ.

 

وفي الختام...

 

قد تمرض الأوطان، لكنها لا تموت.

الجنوب، هذا الوطن الذي يمنح بلا حدود، لا يخون ولن يُخان.

الجنوب الذي يجمع أبناءه تحت راية واحدة، لا يُقسَّم ولا يُكسر.

الجنوب الذي يحتضن، لا يغدر...ولا يُغدر به.

 

إلى أولئك الذين ظنوا أن الجنوب ساحة عبور أو مطمع، نقول...الجنوب العربي وطنٌ عصيٌ على الانكسار، وعدن، عاصمته الأبدية، ستظل جنةً للناس البسطاء، ونغمةً خالدة في سيمفونية الأرض والتاريخ.

 

فلنعِ جميعاً أن بوصلة التحرير يجب أن تعود إلى مسارها، وأن الثوابت الوطنية لا تحتمل المساومة أو العبث، فالتاريخ لا يرحم، ولن يصفح عن من خان نضالات الشعب الجنوبي..!!

 

وسنطهر الجنوب من دنس الاحتلال، وسينتهي الوجع، ويُرفع القهر، ويظل الجنوب كما عرفناه دائماً...حرّاً، أبياً، شامخاً لا ينكسر.

 

✍️ ناصر العبيدي