الحكم الذاتي لحضرموت في هذه المرحلة المعقدة

*- شبوة برس - محمد باوزير 

الحكم الذاتي لحضرموت في هذه المرحلة المعقدة والصعبة التي نعيشها أصبح ضرورة قصوى لتحسين حياة الناس والتغلب على عجز الحكومة في انتشال الوضع الاقتصادي أو تغييره، وللتغلب على الخذلان الغير مبرر حقيقة من أشقاءنا في التحالف العربي وخصوصا قائدة التحالف الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، لأن الملف اليمني بأكمله بأيديهم ونحن تحت الوصاية الدولية فهل ينتظروا الشعب ليموت ليبدأوا التفكير في حل مشاكلنا؟؟؟!!!

الحقيقة أن الحكم الذاتي لم يعد مطلب لحضرموت فقط بل لكل المحافظات الجنوبية وإن شاءت المحافظات اليمنية المحررة لأنه لا سبيل ولا مخرج لإيقاف هذه الحرب المفروضة علينا إلا عبر هذه الخطوة المتقدمة من أجل وضع حد لتجار الحروب الانتهازيين المستفيدين من هذا الوضع الكارثي على الشعب المسكين، من سخروا كل مقدرات البلد وخاصة مقدرات حضرموت لأجل تحقيق إمبراطورياتهم العتيقة في الخارج، سيكون الحكم الذاتي رصاصة الرحمة القاتلة ومحطة لإيقاف جشعهم، وهو السلاح المؤلم لتجفيف منابع فسادهم.

وإذا ما أردنا في حضرموت ضمان فرض قرارنا الحضرمي في الحكم الذاتي ينبغي علينا العمل على تهيئة أسباب نجاح هذا القرار عن طريق الاعتراف بحضرمية كل حضرمي والإيمان الجازم بأن قرار حضرموت ومستقبلها يجب أن يشترك في صنعه الجميع، فحينما نكون موحدين على أرضنا نستطيع أن نصل إلى صانع القرار الدولي والإقليمي وننتزع منه ما يخصنا وفق إجراءات قانونية تجعلنا بمنأى عن أي صدام يفرض علينا عقوبات دولية تتعارض مع قرارنا أو تفشله.

إذا أردنا حقا نجاح قرارنا في الحكم الذاتي علينا أن نستعد لمواجهة من سيقفون ضدنا بل ومستعدون لمواجهتنا، من يعتبرون الحكم الذاتي لحضرموت ضياعا لمستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة، فهم دون سواهم التحدي الوحيد الذي سيعترض طريقنا وإذا أردتم معرفة من يكونون ابحثوا في التاريخ القريب عمن اشتعلوا صياحا واستشاظوا غضبا عبر قنوات بلقيس وسهيل ويمن شباب والمهرية حينما أعلن المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية في الجنوب، وكانت حينها العاصمة عدن مع موعد لتجربة عملية ناجحة من خلال ذلك.. من سيقف ضد قرار أبناء حضرموت في فرض الحكم الذاتي هم أنفسهم من أفشلوا تهديد المحافظ بن ماضي وتلويحه بفرض الحكم الذاتي إن لم تستجب الحكومة لمطالب حضرموت في توفير الكهرباء والخدمات، من سيقف ضد قرار أبناء حضرموت في فرض الحكم الذاتي هم أنفسهم من أفشلوا إضراب المعلمين من أجل نزع حقوقهم، من سيقف ضد قرار أبناء حضرموت في فرض الحكم الذاتي هم أنفسهم من أفشلوا قرار المحافظ البحسني بخصوص منع دخول القات إلى حضرموت، وهو الوباء القاتل الذي يظل السبب الأول لمعظم المشاكل والبلاوي في مجتمعنا الحضرمي المحافظ.. 

من يتحدث اليوم عن الحكم الذاتي في حضرموت يجب عليه أن يهيء الأجواء لنجاح هذا الحُلم الذي ننتظره جميعنا بفارغ الصبر من خلال التنازل لبعضنا البعض والقبول ببعضنا البعض والتنسيق المشترك بين الجميع، وعدم اختزال حضرموت ومستقبلها في شخص أو مكون أو قبيلة وهذا بحد ذاته هو أكبر ضامن للنجاح وحائط الصد الأول لكل من سيحول دون فرض قرارنا الحضرمي..

#محمد_باوزير