ماذا نقول عن الثمانية في مجلس الرئاسة اليمنية؟
أقول إنهم ثمانية كواكب في مجرة القرار، يدور كل منهم في فلكه الخاص، ولا يجمعهم سوى صورة تذكارية يتيمة ومراسم بروتوكولية باردة.
ثمانية كأنهم أعمدة نصب تذكاري أقيم لتخليد فكرة أن الشعب يمكنه أن يعيش بدون كهرباء، بدون ماء، بدون رواتب، لكن مع فائض من البيانات والوعود.
ثمانية رؤوس جوفاء وكل رأس يغني على ليلاه، بينما الجنوب يغرق بلا مركب، ولا قشة أمل، ولا حتى كلمة اعتذار.
أما عن المجلس الانتقالي الجنوبي شريك الرئاسة العظيم فنقول له، شكرًا لكم وشكر الله سعيكم، لقد أثبتم أن الشراكة ممكنة، لكن مع الجوع، مع الظلم، مع الإهانة اليومية لكرامة المواطن الجنوبي، وأنتم "لا حس ولا خبر".
لقد صرنا نشاهد البيانات والمؤتمرات كما نشاهد مباريات كرة القدم، حماس بلا أهداف، وزعيق بلا انتصار، وضياع بلا جمهور.
يا شريك الرئاسة أين شراكتك حين يجوع المواطن الجنوبي، أو يمد يده ليشحت قوت يومه، ومنهم من يأكل من القمامة؟ أين شراكتك حين يبيع الجندي سلاحه ليسدد ديونه؟ أين شراكتك حين يتوسل المريض حبة بندول في مشفى متهالك؟
أما التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، فلهم كل "التخدير"، فقد أدخلونا موسوعة جينيس من أوسخ أبوابها، كأطول حرب بلا نصر، وأطول وعود بلا تنفيذ، وأطول خطة إنقاذ تغرق في أول قطرة دم.
يرون العذاب كمن يشاهد مسلسلاً مملاً في سهرة نهاية الأسبوع، لا يعجبهم الأداء، لكنهم لا يغيرون القناة.
نحن لسنا بحاجة إلى مبادرات جديدة، ولا إلى قروض تذهب إلى جيوب اللصوص، بل بحاجة إلى ضمير جديد.
أما عن العملة، فهي تحولت إلى ورق للذكرى، شيء نتذكر به أيام العز حين كان الريال يُشترى به قرص روتي، واليوم لا يساوي حتى اسمه.
أما الرواتب وما أدراك ما راتب فهو حلم معلق على حبال السياسة، ينتفع منه إعلام التصريحات، ويمزقه واقع الفقر والأسعار الجهنمية حتى أصبحت اللحمة طموحاً طبقياً، والدجاج وجبة للأثرياء فقط.
في النهاية أيها الثمانية الأصنام، أيها الشركاء، أيها الداعمون، شكراً لأنكم علمتمونا كيف نصبح أحجاراً حية، نعيش بلا إحساس، نصبر بلا أمل، ونموت واقفين كما تموت الأشجار في زمن يحكمنا فيه السفهاء.
لقد نجحتم في تحويل الوطن إلى أطلال، والشعب إلى جمهور يتقن فن التصفيق للسماسرة لا لرجال الدولة.
فلتفرحوا إذًا، فلن تجدوا شعبًا أتقن الموت بكرامة كما أتقن الجنوبيون الحياة بالخذلان.
لعنتي على شواربكم