من الذي قال "ادخلوا حضرموت إن كنتم رجال"؟

2025-12-05 09:07

 

هناك صنف من البشر يحب ركوب الموجة قبل أن يعرف اتجاه الريح، ويُطلق التحديات النارية قبل أن يسأل نفسه سؤال الفقير الحكيم: هل عندي رجولية أتحمل نتائج ما أقول؟

لكن صاحبنا، بطل روايتنا كان يوزّع التحديات كما يوزّع عاقل الحارة نصائحه عن الزواج المبكر.

 

كان صاحبي هذا يقف على أطراف الوادي، يصرخ في الهواء:

"خَلُّوا الانتقالي يدخل حضرموت، وشوفوا بعدها"

وكان يبتسم بثقة مزوّرة، كأن خلفه جيش أسطوري، بينما الحقيقة أنّ خلفه فقط "ظلّه" حتى الظل، بالمناسبة، كان أحياناً يسبقُه هرباً.

 

اليوم دخل الانتقالي.

دخل بثبات، بدون ضجيج، بدون "كمامات إعلامية"، ولا بوق يزمّر.

دخل، فتبخّرت أسطورة الإخوان المسلمين في وادي حضرموت كما يتبخر ماء الوادي في عز الظهيرة.

سقطت الحكاية التي ظلوا عشر سنين يربّونها ويُسمّنونها، فإذا بها تتهاوى في ساعات، كأنها خيمة بالية على عمود مكسور.

 

وهنا، يبدأ المشهد الكوميدي!

 

الباتيس صاحب التحدي، صاحب الصوت العالي، صاحب العضلات الورقية، ذلك الذي كان يهدّد ويُتوعد:

"إذا دخل الانتقالي، با نخندقها"

فما إن دخلت القوات فعلًا، حتى صار يبحث عن نفسه ولم يجدها.

هربَ.

تبخّر.

وتحوّل، بقدرة قادر، من "نسر" الفيسبوك إلى فأر مذعور يبحث عن جحر يسع خوفه وذقنه التي كانت ترتجف من غير هواء، وتبدل من باتيس إلى بانعجة.

 

لم نره بعد ذلك إلا كصوت خافت، يتنحنح قبل الكلام، وكأن الهزيمة علّمته أخيرًا الفرق بين الرجولة الإعلامية على قناة "المخرية" والرجولة الحقيقية التي تُقاس في الميدان.

 

باختصار…

كل من تحدّى الانتقالي، وقال: ادخل حضرموت إن كنت رجال، اكتشف أن الجملة لم تكن تحديًا للانتقالي، بل كانت فضيحة لإختبار رجولته.

 

والنتيجة؟

الانتقالي دخل وانتصَر.

والإخوان سقطوا.

وأبطال الصراخ اختفوا.

والوادي تنفّس.

 

أما صاحب التحدي، فيا ليت كنا نعرف في أي جحر اختبأ، فقط لكي نرسل له وردة…

وردة عزاء على رجولة لم نجد لها أثرًا إلا في قناة مختار الرحبي.

 

علي سيقلي