تحذيرات وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الشرعية، معمر الإرياني، من تحركات المبعوث الأممي لإنقاذ مليشيا الحوثي الإرهابية، لا تتجاوز كونها صرخاتم في الفراغ، لا تُغني ولا تُسمن من جوع.
في الوقت الذي تتكثف فيه الضربات الأمريكية ضد أدوات إيران في المنطقة، كان الأجدر بالشرعية، وعلى وجه الخصوص القوات الشمالية، أن تغتنم هذه الفرصة الذهبية لتفعيل الجبهات بكل قوة وحسم.
هكذا تُصنع الانتصارات: بالفعل لا بالقول، بالتحرك لا بالتحذير، بالميدان لا بالبيانات.
انظروا إلى السودان وقد حرّر عاصمته، وإلى الثوار في سوريا وهم يتصدّون لنظام الأسد رغم آلة القمع.
بينما هنا، لا يزال البعض يطلب "الإذن" وكأن الدفاع عن الوطن يحتاج لتصريح مسبق!
المواطن يئن من الجوع، يرزح تحت وطأة الفساد، ويعيش حالة من اليأس بسبب عبث شرعية أثقلت كاهله، خاصة في الجنوب، حيث أصبح يُنظر إليه كحقل تجارب لصراعات نفوذ مقيتة.
قلوبهم على صنعاء،، وسيوفهم على الجنوب وشعبه.
ولا يزالون يعيشون وهم "الفرع والأصل" في تفكير عقيم أعاق كل أمل بتحرير صنعاء من براثن المشروع الإيراني الخبيث.
لقد كانت صنعاء قاب قوسين أو أدنى من التحرير، إلا أن هناك أصوات نشاز، من داخل الشرعية نفسها، رفضت اقتحام العاصمة أو حتى قصفها بحجة الحفاظ على المدنيين وتجنّب الدمار.
وكأن عدن وبقية المحافظات الجنوبية ليست مأهولة بالبشر، ولا تستحق أن يُخاف عليها!
يريدون حرباً بلا معركة، وتحريراً بلا تضحيات!
لكن الوطن لا يُستعاد من خلف مكاتب الفنادق، ولا يُحرر عبر شاشات المؤتمرات، التحرير يبدأ من ميادين الشرف، من القرار الوطني السيادي، من الجبهات التي تنبض بروح التضحية.
كفى صمتاً، كفى تردداً، كفى اتكالاً على الخارج،
لقد آن أوان الحسم والانقضاض على المليشيات الحوثية، واستعادة العاصمة المختطفة منذ أكثر من أحد عشر عاماً.
أما بيانات التحذير، والبكاء على أطلال الشرعية، فلن تصنع وطناً، ولن تحمي شعباً، ولن تُسقط مشروعاً...!!
كفى صمتاً.. لن تُحرَّر الأوطان من خلف المايكروفونات!!
✍️ ناصر العبيدي