اغتيال القصيمي يزيد التّوتّرِ بين قبائلِ مأربَ وتنظيمَي القاعدةِ وداعشَ

2025-04-12 09:02
اغتيال القصيمي يزيد التّوتّرِ بين قبائلِ مأربَ وتنظيمَي القاعدةِ وداعشَ
شبوه برس - خـاص - عتـــق ـ مأرب

 

*- شبوة برس - محمد بن فيصل 

أولًا: مثّلت عمليةُ اغتيالِ القصيمي حالةً من الصّدمةِ في الأوساطِ المحليّةِ القبليّةِ والأمنيّةِ والجهاديّةِ بمحافظةِ مأربَ، وقد وصفت مصادرُ قبليةٌ العمليّةَ بأنّها جريئةٌ وسابقةٌ من نوعِها.

 

ثانيًا: استنفرت القبائلُ، لا سيّما في منطقةِ وقوعِ الجريمةِ بـ(الكولةِ) في مديريّةِ الوادي بمحافظةِ مأربَ، وهو ما يمثّل تهديدًا وقلقًا للجهةِ المنفّذةِ، ويزيد من وتيرةِ التّوتّرِ بين القبائلِ في مأربَ وتنظيمَي القاعدةِ وداعشَ.

 

ثالثًا: من هو فوازُ القصيمي؟

فوازٌ أحدُ أقدمِ قياداتِ تنظيمِ القاعدةِ في اليمنِ، وكان مسؤولًا عن عددٍ من الملفاتِ، وقد وُصف بأنه أحدُ قياداتِ الرعيلِ الأولِ في جزيرةِ العرب، تتحدث مصادر عن قربِ القصيمي سابقًا من مجلس شورى التنظيم في اليمن. فيعد القصيمي قياديًا مخضرمًا قديمًا في التنظيم. 

 

رابعًا: تناقُضُ الرِّواياتِ

بعد حادثةِ اغتيالِ فوازِ القُصَيْمي، ظهرت عدةُ رواياتٍ متضاربةٍ حول ملابساتِ مقتلِه، كان من أبرزِها:

 

1. نقلت وسائلُ إعلامٍ عن مصادرَ قريبةٍ من تنظيمِ القاعدةِ أنَّ القُصَيْمي سبق أن انشقَّ عن التنظيمِ.

 

2. في المقابلِ، سعت حساباتٌ محسوبةٌ على التنظيمِ إلى الترويجِ لإصابتِه بمرضٍ نفسيٍّ منذ سنواتٍ وابتعادِه عن العملِ التنظيميِّ.

 

3. مصادرُ جهاديةٌ ذكرت أنَّ القُصَيْمي رفض عروضًا متكررةً من جماعةِ الحوثي للانتقالِ إلى صنعاءَ مع عددٍ من المنشقين عن القاعدةِ.

 

4. وأفادت مصادرُ خاصةٌ بمحاولاتٍ قام بها شقيقُ القُصَيْمي للتواصلِ مع الجهاتِ المختصةِ بهدف عودتِه إلى السعوديةِ، وهو ما تسرّب لاحقًا داخل أوساطِ التنظيمِ، لكنها لم تُثمر عن نتيجةٍ.

 

أخيرًا:

وسط هذا التناقضِ في الرواياتِ، يصعب الجزمُ بحقيقةِ ما جرى، لكن من الواضحِ أنَّ خلفَ القُصَيْمي قصةً لم تُروَ بالكاملِ. فليس من المنطقيِّ أن تُنفذ عمليةُ اغتيالٍ دقيقةٍ ومحترفةٍ بحقِّ شخصٍ يُقال إنَّه مختلٌّ نفسيًا أو معزولٌ عن التنظيمِ.

 

وبين تلك الرواياتِ، تبرز تساؤلاتٌ مشروعةٌ:

هل يُحاول التنظيمُ طمسَ دورِ القُصَيْمي بالترويجِ لهذه الرواياتِ؟

 

أم أنَّه تخلّص منه بسبب عبءٍ ما؟

 

هل يُمكن أن يكون تنظيمُ داعشَ وراء تصفيتِه، خاصةً مع أنباءٍ عن مبايعتِه لهم سابقًا ثم انشقاقِه؟

 

هل لجماعةِ الحوثي يدٌ في ذلك، خصوصًا وأنَّه كان من أبرز الرافضين للتقاربِ معها؟

 

أم أن جهةً أخرى قرّرت التخلصَ منه؟

 

كلُّ هذه الاحتمالاتِ تظل واردةً في ظلِّ الغموضِ، لكن السؤالَ الأهم: هل سيتجاهل تنظيمُ القاعدةِ هذه الحادثةَ، أم أن توتّر علاقتِه مع قبائلِ