نثمّن ما عبّر عنه سعادة النائب اللواء فرج البحسني الداعي إلى التكاتف والتلاحم بين أبناء حضرموت، ونؤكد أن حضرموت كانت وستبقى قوية برجالها ووعيهم، وأن أبرز دليل على ذلك هو المنجز الحضاري الكبير المتمثل في تحرير المكلا من قبضة تنظيم القاعدة والإخوان عام 2016، ذلك الحدث المفصلي الذي أعاد للمدينة وجهها المدني المعتدل، وأثبت أن الحضارم حين يتوحدون يحققون المعجزات.
هذا النصر لم يكن مجرد عملية أمنية، بل كان استعادة للهوية الحضرمية الأصيلة، الرافضة للتشدد والممارسات الظلامية. ومن هنا، فإن أبناء حضرموت اليوم مدعوون إلى أن يستثمروا هذا الإنجاز بتحويله إلى مشروع حضرمي وطني مدني، يُعلي قيّم التعايش والانفتاح، ويعكس إرث حضرموت التنويري، بدلاً من الانجرار وراء محاولات تفريخ مكونات مصطنعة مدعومة من قوى أيديولوجية متطرفة لطالما كانت خصمًا للحياة، كفرّت وحرّضت بمنطق الدم والإقصاء والرجعية الظلامية.
حضرموت اليوم بحاجة إلى عقل جماعي، لا أصوات متنازعة. بحاجة إلى مشروع حضرمي يعيد تموضعها في قلب المعادلة الوطنية، بما يليق بتاريخها ودورها، لا إلى مشاريع صغيرة تُستخدم فيها كأداة من قبل من لا يؤمنون بها أصلاً.