كل ذي عقل معافى وفطرةٍ سليمة لا يرى أي سببٍ لحالة التصعيد التي تشهدها محافظة حضرموت في محاولة صناعة شرخ وطني بين أبناء المحافظة التي لم تعرف طوال تاريخها أية صراعات أو نزاعات، إلا في فترات نادرة حتى وهي تعيش في دولتين أو اكثر.
وحتى حينما حاول الغزاة القادمين ذات زمن استمالة بعض الوجهاء من أبناء حضرموت لصالح مشروعهم التوسعي لم يكن أمام أبناء حضرموت إلا أن يسارعوا في بناء تحالفات واسعة مع أطراف جنوبية عديدة في مناطق لحج ويافع والفضلي والعوالق وغيرها مما أجبر الغزاة الغرباء على الرحيل مكللين بوشم الهزيمة المنكرة وعار الانكسار المهين.
محاولة زراعة شق بين حلف قبائل حضرموت بقيادة الشيخ عمر بن حبريش وبقية المكونات الجنوبية في حضرموت وعلى رأسها محافظ المحافظة الأخ مبخوت بن ماضي والهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي وأنصاره في حضرموت وقيادة النخبة الحضرمية، هي استمرار لصناعة نزاع حضرمي-حضرمي كان قد بدأ محاولة زرع بذوره الأولى نظام الرئيس المخلوع، لكنه أخفق في محاولة تقسيم حضرموت إلى محافظتين حينما تصدت له جماهير حضرموت من أقصاها إلى أقصاها ومعها السواد الأعظم من أبناء الجنوب، ذلك إن مثل هذه الفتنة لا مبرر لها ولا جذور تاريخية أو ثقافية أو اجتماعية لصناعتها إلا خدمة الأعداء المتربصين بالجنوب وبحضرموت وإخضاع مطالب أبناء حضرموت لأجندة مشروع ١٩٩٤م التي يعتقد أصحابها أن الجنوبيين ومنهم وعلى رأسهم أبناء حضرموت، قد نسوا ما عانته وتعاني القاعدة الجماهيرية الجنوبية الواسعة من ويلات حرب العدوان والاجتياح.
يا أبناء حضرموت الكرام
لقد عرفناكم وعرف الجميع عن تاريخكم التعامل مع مختلف التحديات والتعقيدات وحتى الفتن والنزاعات بإعمال العقل واستدعاء الحكمة والبصيرة، وقد تفوق أبناء حضرموت في بلادهم ومهاجرهم باستمالة كل من عاشرهم، بفضل أخلاقهم الحميدة القائمة على الأمانة والصدق والاتزان ومحاربة التهور والتطرف والبغضاء، فهلَّا استعنتم بمخزونكم التاريخي من الفضائل الجمة في كبح جماح الهيجان الذي تقف وراءه مراكز القوى التي لا تكن لحضرموت وكل الجنوب إلآ الضغينة والحقد، ومحاولات زراعة بؤر التوتر لاستبقاء الهيمنة الأزلية على ثروات حضرموت وإبقاء أهلها رهيني الحاجة والكفاف والتلوث البيئي والنزاعات الداخلية.
وهي دعوة لجميع القوى الوطنية السياسية والمدنية الجنوبية إلى الوقوف بجانب أبناء حضرموت لرص صفوفهم وتوحيد قواهم جميعاً من أجل إنجاز التحرر الاقتصادي والاجتماعي بعد أن تمكنت حضرموت وجميع أبناء الجنوب من إنجاز التحرر الأمني والعسكري والسياسي بهزيمة المشروع الفارسي والمنظمات الإرهابية التي زرعت زرعاً على أرض الجنوب ومنها حضرموت لغرض إبقاء الأرض والإنسان رهناً للاضطراب وعدم الاستقرار والبقاء تحت الحاجة لهيمنة هؤلاء الأعداء الذين ما يزالون يهيمنون على وادي وصحراء حضرموت وأجزاء كبيرة من محافظة المهرة.
إن استقرار الجنوب ووحدته يقتضي استقرار ووحدة حضرموت، فلا جنوب موحد ومستقر بدون حضرموت موحدة ومستقرة.
ولا جنوب إلا بحضرموت ولا حضرموت إلا بالجنوب
والله من وراء القصد.