كل التحركات وكل المؤشرات التي نراها ويراها أبناء الجنوب تؤكد للجميع أن كل التحركات التي تقوم بها بقايا الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لن تحل مشاكل الخدمات الأساسية للحياة ولا تقدم أي نوع من أنواع الحلول للأوضاع الاقتصادية والأمنية المتردية في عدن وكل محافظات الجنوب التي يقال عنها محافظات محررة وهي للأسف الشديد محافظات تحت الحصار الاقتصادي والمعيشي للشعب فيها، ناهيك عن أساليب النهب والسلب لثروة الجنوب وحرمان أبناء الجنوب من أبسط حقوق الإنسان.
الراتب لا يدفع في وقته لمعظم العاملين في بقايا مؤسسات الدولة والخدمات الأساسية الكهرباء والمياه والطرقات والمجاري والصحة والتعليم غير موجودين والغلاء وارتفاع الأسعار يذبح المواطنون في محافظات الجنوب المحررة وكل السلطات المعنوية مجلس الرئاسة والحكومة والانتقالي المشارك في المجلس الرئاسي والحكومة لا يقدمون حلولًا بل أصبحوا هم مصدر أساسي في حدوث كل تلك المشاكل اللي يعانيها شعب الجنوب من المهرة إلى عدن ناهيك عن الإصرار على تدمير مؤسسات الدولة الجنوبية الميناء والمصافي وحتى المطار لم يعد لهم وجود.
دول العالم تقيم تحالفات مع بعضها البعض لتطوير الخدمات الأساسية والصناعات ونحن في الجنوب ندفع ثمنا باهظا بسبب صمتنا عن كثير من التصرفات والبلطجة التي يمارسها علينا أصحاب السطوة والمهيمنين على حياتنا وعلى مواردنا وحتى على سلوكنا اليومي فلا نستطيع التعبير عن رأينا والدفاع عن حقوقنا كمواطنين بل صار من المحرمات علينا توجيه النقد لأي تصرف مهما كان بشعا فمن سيتجرأ وينتقد فمصيره الاختطاف والموت.
ترى إلى متى سوف نستمر في صمتنا هذا ونحن نشاهد وطننا يضيع ونحن كالأصنام نرى ونسمع ولا نتحرك؟، بل أننا صرنا نموت ونحن صامتين، ألم يعد بالإمكان قيام تحالف وطني جنوبي للوقوف أمام كل هذا الظلم والقهر والإذلال الذي نعيشه؟.
إننا في هذا الشهر المبارك نتمنى حتى أن نسمع ونرى من يقول لكل هذه الأشكال الهلامية التي تم تسليطها علينا كفى عبثا بحياتنا ووجودنا وكفى نهبا وتدميرا لهذا الوطن.
*- فضل علي عبدالله
*- عن الأيام