البقاء في الشراكة السياسية خطر يهدد امن الجنوب

2025-01-19 07:53
البقاء في الشراكة السياسية خطر يهدد امن الجنوب
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس جمال مسعود علي 

لاندري ما إذا كان منطق التعبير بهذه الصيغة قابل للطرح ، لأن المعنيين بالأمر من الخبراء والمستشارين بالتأكيد قد خاضوا فيه من كل الاتجاهات ولم يقحموا مستقبل شعبهم فيه الا وقد أخذوا بتدابير الوقاية من التداعيات السلبية لنتائج ما أقدموا عليه من الدخول في شراكة سياسية للجنوب مع إدارة شؤون المناطق المحررة في اليمن .

 

مفهوم الشراكة واختلافها عن المشاركة ليس بالأمر الهين ، فما بين طرفي الشراكة الجنوبيون في الانتقالي والشرعية من جهة أو أطراف الصراع على الشراكة وهم شراكة الجنوبيون انتقالي وشرعية مع بقايا نظام صنعاء الهارب من حكم الحوثي لليمن من جهة أخرى ، فما بينهم قضايا نزاع وخلافات لا ولم ولن تنتهي

ان ورطة الجنوب بالشراكة هي مع بقايا الجمهورية اليمنية في مأرب وتعز والبيضاء والجوف كمواقع محررة وليس محافظات لأنها كمحافظات لازال قرارها بيد الحوثيين إن كانوا سيكتسحونها بالكامل أو سيتخلون عنها للشرعية (المرتزقة) بحسب تسميات الحوثي

 

أن منطق الشراكة بين الأطراف الثلاثة والتقاسم على الثروة وإدارة السلطة قائم على المشاركة السياسية والاقتصادية داخل المساحة الجنوبية بمحافظاتها الثمان التي فرض اتفاق الرياض فيها تشكيل مجلس رئاسي ثماني مقسم بين أربعة للشمال واربعة للجنوب وبرئاسة الشمال وبقية السبعة نواب بالتساوي

والتقسيم الآخر للشراكة في المجلس الوزاري بالمناصفة وزير جنوبي بنائب شمالي والعكس، وماتحتهم يعتمد على النفوذ والاستقطاب لمن عادوا نازحين بمناصبهم من صنعاء شماليين وجنوبيين وكله أتى لصالح الشمال في قسمة مواربة لايقبلها عقل ولا منطق

 

أن خطر بقاء الجنوب في هذه الشراكة المختلة والغير متكافئة مع الشمال هو بسبب لفيف سياسي يمني متعدد الاتجاهات والمواقف لفارين بأرواحهم من قبضة الحوثيين يطلق عليهم في مصلح الحرب بالنازحين جزء منهم مقيم في الرياض والأخر متنقل بينها وبين عدن العاصمة الافتراضية لدولة الشراكة السياسية اليمنية آلت اليهم إدارة شؤون الجنوب بالقوة الجبرية . ففي الوقت الذي خضع الجنوب بكامله لمتطلبات الشراكة ويدار بها ، فإن بقايا المحافظات الشمالية في الشراكة شبه مستقلة وتدار ذاتيا فالعرادة حاكم مأرب في مأرب وطارق صالح حاكم المخا في الساحل الغربي وشمسان حاكم بقايا تعز باستقلالية إدارية ومالية وعسكرية وأمنية ومعهم منطقة عسكرية في حضرموت والمهرة لايخضعون للسلطات المركزية في دولة الشراكة السياسية اليمنية من عاصمتها عدن.

 

رغم تحرر الجنوب من قبضة الحوثيين العام ٢٠١٥م ومراعاة لمتطلبات علاقته مع التحالف العربي دخل في شراكة سياسية بأرضه جغرافية ومواردا يشبه ما أطلق عليه العام ١٩٩٠م بالوحدة اليمنية او بديلا عنها وهذا اعاد القوى السياسية اليمنية ( النازحين ) من محافظاتهم إلى مواقع السلطة والحكم كأفراد وليسوا ككيانات سياسية لأن أحزابهم السياسية محتفظة بخط الرجعة مع صنعاء لم تعلن فك الارتباط عنها

خطر الشراكة السياسية على الجنوب أنها أعطت الحق للمنطقة العسكرية الاولى في البقاء بمواقعها في وادي حضرموت كقوات حماية وهي بالاصل تواجد غير شرعي على أرض يسودها أهلها تمثل بالنسبة لهم قوات احتلال للمواقع النفطية في كل من حضرموت والمهرة ، كما فرضت الشراكة على البنك المركزي اليمني (عدن) أن يستخدم إيرادات الشراكة السياسية اليمنية للجنوب فقط في توفير استحقاقات المحافظات المحررة وفقا لمعيار المناصفة المختلة الثمان المحافظات الجنوبية تقابل بقايا الأربع المحافظات الشمالية بالتقاسم والتوزيع مالهم لهم وما للجنوب للجميع

 

عشر سنوات منذ مابعد التحرير والجنوب بيد غيره يقوده في دهاليز وتعقيدات استحقاقات الغير مرة باسم الشرعية وتارة الشراكة والمناصفة وفي كل المراحل هو تابع لغيره في إدارة شؤونه اعطي له المنصب ونزعت عنه صلاحياته في اتخاذ القرار ، فلم يحقق أي مكاسب لجمهوره بتوفير الخدمات أو جمع الإيرادات أو تحسين الوضع المعيشي والاستقلالية في اتخاذ القرارات

أن أخطر مايهدد أمن الجنوب واستقراره هو بقاؤه في الشراكة السياسية اليمنية المختلة بعد عشر سنوات من الإخفاق والفشل مايجعله عرضة لمواجهة مع الشعب الجنوبي الغاضب الرافض للتجويع والإذلال وفشل القيادة في انتزاع اي حق للشعب بسبب الشراكة السياسية المختلة التي أتت على كل استحقاقات الجنوب والجنوبيين وحتما سينجو منها الطرف الشمالي بكل تأكيد .

 

تساؤل يتباذر إلى الأذهان لم يجد من يجيب عنه !! ماالذي يجبر الطرف الجنوبي على البقاء متورطا في شراكة سياسية غير متكافئة استنزفته شعبيا وتسببت في نقمة صارت تهدد نسيجه الاجتماعي نتيجة البقاء مكتفا في مربع العجز والضعف والفشل تحت مرمى انتفاضة غضب الشارع الجنوبي .

 

وان اخطر مايهدد الجنوب هو الثورة العارمة ضد المجهول نتيجة التدمر والإحباط الذي أصابه في تدهور وضعه المعيشي وانهيار اقتصاده وفشل خطط الإنقاذ العاجلة وتفاقم حالة العجز أكثر فأكثر .

 

هل ستنتظر القوى السياسية الجنوبية انفجار ثورة البركان الجنوبي الغاضب والذي سيأتي على كل شيء وسياكل نفسه بنفسه بينما الطرف الشمالي في الشراكة سينأى بنفسه عن ثورة الجنوبيين ضد الجنوب وسيعتبر ذلك شأنا جنوبيا داخليا لن يقحم نفسه كشمالي في الصراع الجنوبي الجنوبي بل سيؤججه مترقبا حالة التصدع ليجهز على مابقي منه داخل الفخ الذي استدرج الجنوب إليه باسم الشرعية والتحالف والشراكة والمناصفة ليبقى الارتباط من أجل الوحدة معززا ويمنع فك الارتباط عنها.