شكل يوم 30 نوفمبر علامة فارقة في تاريخ الجنوب العربي رغم كل ما تبعه من نكبات وارهاصات ومذابح واختلاف وكان ذلك بسبب الاستعمار الذي انقلب على إتفاق القاهرة بين فصائل المقاومة الجنوبية وسلم السلطة للجبهة القومية نكاية بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
عاش الجنوب بعد 30 نوفمبر 1967 مرحلة صعبة جداً بدأت بالإنقلاب على قحطان الشعبي ولم تنتهي بالإطاحة به بل استمرت تلك التصفيات بين اجنحة الجبهة القومية ولم يسلم منها الشعب حتى يناير 1986 عندما حلت الكارثة بالحزب الاشتراكي اليمني وانقسم إلى (طغمة حاكمة في عدن وزمرة هاربة في صنعاء) طبعا على تسميتهم هم.
30 نوفمبر كان يجب ان يكون علامة نصر وسلام واستقرار ونهوض بالجنوب، لكن للأسف تحول إلى نكبة على الشعب وعلى رموز الجبهة القومية.. أدى في الأخير إلى النكبة الكبرى عندما وقعت قيادة الحزب الاشتراكي على اتفاقية البيعة التي بموجبها باعت الجنوب العربي لصنعاء وفضلت الهروب إلى المستنقع اليمني خوفاً من جرائمها في شعب الجنوب وبين اجنحتها المتصارعة.
لماذا نحتفل ب 30 نوفمبر؟؟
الحقيقة ان الإحتفال في هذا الوضع الذي يعيشه الشعب هدر للمال العام ومضيعة للوقت وفتح باب جديد للفاسدين لا أكثر!
هل نحتفل بنكبتنا وضياع 57 عام (استقلال!) كاذب؟
الجنوب لم يستقل بل تحول من تبعية للتاج البريطاني إلى تبعية للمعسكر الشيوعي "بموافقة بريطانيا" وبعدها تم بيعه لجمهورية صنعاء! "برعاية السيدة العجوز"
نحتفل بماذا؟؟ بريطانيا لم ترحل فقط قامت بإنزال العلم ورحلت جنودها بعد ان سلمت الجنوب لأدواتها!
هذا الواقع وهذه الحقيقة التي يعرفها الشعب.
يجب ان يعرف الشعب في الجنوب أن (الاستقلال) كذبة كبرى وأن الإحتفالات ذر الرماد في العيون.
قد يقول قائل : أين مكان الشهداء الذي قتلوا في محاربة الاستعمار؟
اقول ان كل قطرة دم جنوبية سالت على تراب الجنوب في محاربة أي احتلال غالية وعلينا إحترام شهدائنا وهم فوق رؤوسنا ولا يمكن ان نتنكر لمن ضحى بحياته من أجلنا لكن الحكام ضيعوا تضحياتهم بتسليم البلاد مرة أخرى والتخلي عن حق شعب ضحى أبناءه من اجل غد افضل.
عبدالله سعيد القروة
29 نوفمبر 2024