حجم ما يواجه الجنوب من ضغوطات ربما غير مسبوقة، فهي على الصعيد السياسي تجري وبشدة سواء من خلال الضغوط التي تمارس على الانتقالي وقيادته السياسية، يجري ذلك بصورة مباشرة، وأخرى على صعيد إحداث مزيد من خلخلة النسيج الاجتماعي، وتفريخ المكونات بما فيها الشق القبلي وذلك من أجل خلق مزيد من الإرباكات في المشهد خصوصًا في حضرموت وغيرها من المحافظات، في حين تحظى عدن بإحياء الماضي بنفس رموزه وأحزابه السياسية التي كانت في الأصل وراء كل ما حل بالجنوب طيلة العقود الماضية.
عودة مريبة عبر نسق تكتلات عرفت بماضيها وكل انتهازيتها وأوراق لعبتها التي هي نسخة من الماضي بكل العادة ومواقفها السياسية التي لا تعترف بحق الجنوب بل تسعى وبكل قوة لطمس تاريخه ووجوده وثقافته، وإعادة الكرة ولكن هذه المرة بتدابير واسعة.
على الصعيد الاقتصادي حرب التجويع والخدمات مستمرة ولكن بشدة، ضغوط متوازية مع التصعيد السياسي وحرب التشويه الإعلامية التي تطال الانتقالي بصورة أساسية.
لاشك واقع الجنوب مؤلم من كافة النواحي وهناك اتجاهات مريبة جراء ما يجري، بمعنى خلق بيئة مناسبة لتجاوز قضية شعبنا وممارسة التركيع بشتى الطرق، وإفراز تلك البدائل التي تهيل التراب على قضيتنا، وإحداث خلط مهول يمكن معه الدفع بتلك البدائل التي هي بكل اتجاهاتها طمس مسمى الجنوب وتجاوز فكر استعادة دولته.
أو الوقوع في شرك مكونات سياسية وأخرى قبلية لم يكن وجودها منذ البدء إلا لغايات وتطلعات العودة باب اليمن الذي تعتمل في أرجائه مشاريع إحياء ماضي عفاش وسياسته وأخرى لا تختلف في جوهرها عن ثقافة الهضبة الاستحواذية.
فهل تبتلع الجنوب مرة أخرى ولكن مع هضمها هذه المرة أو تكون العقدة العصية التي تبهت كل ما يدور في الأفق.