زيارة الزبيدي لأمريكا و إتيكيت الضيافة

2024-10-08 16:58

 

تناقلت الوسائط والنشرات والمواقع اخبار الزيارة الناجحة للرئيس عيدروس بن قاسم إلى أمريكا . على ان البعض اختار الكتابة حول ما رشح من انتقادات للقيادة ،عبر عنها بعض من القوا الكلمات علما أن الرئيس عيدروس اعترف بانه يعلم كل ذلك بل وسعد بسماعها وسيعمل وحسب الامكانيات في التغلب عليها علما ان بلادنا في حالة حرب تحرير ولم تكسر قيودها وتعلن فك ارتباطها  . 

 

على انه وبعد حوار مع صديق وخبير فيما يطلق عليه (تخصص فعاليات) فقد بين لي أن هذا الملتقى كان احتفالا لتعضيد العلاقات العامة بين القيادة والجاليات ، وهي مناسبات ترحيبية احتفائية ، الغرض منها ابراز التلاحم وكرم الضيافة والمودة وليس النقد واللوم والعتب . فلكل مقام مقال .

 

ومن الرائع ان الجاليات الجنوبية في كل من ولاية نيويورك مدينة بفلو . وولاية متشجن مدينة ديترويت . وولاية كليفورنيا 

مدينة .سانفرانسيسكو ، من الرائع ان هذه الجاليات لها أداورها الوطنية المشرفة 

وهم في صدارة المشهد الوطني بل وهم العون والمدد . وعلينا ان نفرق بين الاحتفالات المبهجة اثناء الزيارات وبين اقامة ندوات التقييم .

 

وعن الملتقيات في كل هذه الولايات فقد كانت مع هذا تحفل بالحفاوة وكرم الضيافة ، ومن الاهمية ان نشيد بدور الجاليات في انها ساهمت وبادرت عبر اعضائها لتحمل النفقات ، وهذا يدل على الإخلاص للقضية الجنوبية والتقدير العظيم للقيادة والسعادة الغامرة لهذه الزيارة التي وطدت عرى العلاقة بين القيادة في الجنوب والجاليات الجنوبية  في امريكا .

 

وعودة مرة اخرى فهناك من تطرق إلى أن بعض الخطباء قد أطالوا وتجاوزوا الوقت في القاء الكلمات، بما اثر على برنامج الحفل . 

على أن بعض الكلمات كما تابعت  لم تكن ترحيبية بل كانت ناقدة وعاتبة لما تعيشه الجنوب من متاعب يمكن التصدي لها وحلها . 

وتبين عدم التفريق بين حفلات الاستقبال التي تكون بمجمل ما يسمعه الحفل هو التعبيرات بالفرح والغبطة، فليس النقد مكانه في حفلات الترحيب وبالامكان توجيه اي نقد في ظرف آخر ولقاء خاص فليس في يوم الزفاف ينتقد العريس ! 

 

ومن خلال متابعاتي سواء في امريكآ او كندا لمثل هذه المناسبات الترحيبية تبين لي ان لجان حفلات الاستقبال يختارون الخطباء بل وتسلم لهم نصوص الخطابات لمراجعتها ،ويسلم النص المكتوب للخطيب ليلقيه عند المنصة ويمنع الخطاب الارتجالي . هنا يتسم اللقاء بالمودة وليس بسماع الموجعات والأحزان .

فمن إتيكيت الاحتفالات أن تكون الكلمات مرحبة وتتسم بالرضى ونشر البهجة والفرحة وسرد المنجزات ، وهي  اي المنجزات جلية ولا ينكرها مكابر  .هنا يتمتع الحضور وضيف ومضيف بحالة من الاسترخاء النفسي والرضى  وكما هو معروف فمن أصول الضيافة هي ابراز الحفاوة  في الاستقبال وابراز المنجزات فالحدث او المناسبة تقتضي ذلك .

 

ومزيدا من التوضيح فقد كنت في حوار مع صديق واخبرني ان أصول الملتقيات والمهرجانات والاحتفالات تقتضي ان لا يتخللها النقد واللوم فهي في جوهرها لقاءات( حفاوة ) واضاف صديقي بانه يتابع الكثير من هذه الملتقيات ،ومن اصولها تفادي النقد والملامات ، بل التركيز على بث الرضى والانشراح فالمضيف لا ينتقد ضيفه .

صحيح ان الانتقالي يعترف ببعض القصور في المعالجات ،وهناك بعض العتب بل المرارات ،لعدم التصدي لإصلاح الأوضاع ولكن المناسبة لم تكن لسرد الموجعات بل المفرحات والمبهجات والعرب تقول .

ان الكرام     وان    صحبتهمُ 

اخفوا الحزينَ واظهروا الفرحَ

 

المخلص : فاروق المفلحي