ظاهرة القتل في شبوة

2024-07-31 06:44

 

الحقيقة ان كلمة "ظاهرة" قد لا يستوعبها البعض ويقول ان القتل يحصل في كل المجتمعات، ولكن من يعيش في محافظة شبوة وخاصة من اكتوى بهذه الآفة يعبرها ظاهرة وهي كذلك.

حوادث القتل تحصل حتى في المجتمعات الراقية ولكنها لا تصل الى ان يقتل الرجل أباه او أخاه، وقد سمعنا عن اجرام في امريكا وروسيا كان ضحيته اطفال المدارس لكنها ليست ظاهرة كما يحصل في مجتمعنا في شبوة.

 

في محافظة شبوة هناك تخاذل من السلطة الأمنية ويقابلها تهاون من المجتمع ولهذا استفحل الأمر واصبح في نظرنا ظاهرة يجب الوقوف في وجهها وتغييرها ويجب ان يكون للمجتمع موقف موحد في نبذها ونبذ هذا الإجرام الذي زاد عن حده واصبح يهدد كل اسرة وكل بيت.

لايكاد يمر يوم الا ونسمع خبر ان فلان قتل والده او أمه أو اخاه او قريبه والسلطة لا تتحرك وان تحركت ببطء حتى يهرب المجرم او يتم تهريبه.

لكن من الواضح ان المجتمع هو المسئول عن تفشي هذه الجريمة لأنه يتقبل المجرم ولا ينبذه بل ويقدم له المعونة في بعض الأحيان تحت شعار (واحد ولا إثنين) وهذا الخطأ بعينه. 

ظاهرة القتل ستتحول الى ثقافة مالم يقف المجتمع لها بالمرصاد ويتعاون مع الأمن لينال المجرم جزاءه العادل وهو القصاص.

" وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". في القصاص حياة هذا قول الله ويجب ان ينفذ.. اذا اراد المجتمع العيش في امن وسلامة.

مسئولية المجمتع مسئولية مركبة تشمل التربية في البيت وزرع الوازع الديني في ابنائهم ومراقبتهم، كذلك من مسئولية المجتمع استنكار هذه الجرائم ونبذ المجرمين.

اما السلطة الأمنية فإن أمن المواطن هو صميم عملها فإذا لم تردع المجرمين وتقبض عليهم وتنفذ فيهم القصاص الشرعي فإنها ليست سلطة أمن، وما إنتشار هذه الظاهرة الا بسبب تهاون الأمن عن القيام بعمله ولذا فمن أمن العقوبة أساء الأدب وقتل لأن السلطة لن تحاسبه والمجتمع يتقبله.

وأضعف الإيمان المطالبة بوقف حازم مجتمعياً تجاه هؤلاء المجرمين ومطالبة السلطة بالقيام بمهامها في الضبط وتنفيذ شرع الله فيهم، وأن حصل تنازل من أولياء الدم تبقى عقوبة الحق العام في القانون.

وقد يقول قائل السلطة  (هل تريدون الأمن يضع بجانب كل شخص جندي أو يضع يده على جنب المواطن؟) وهذا القول سمعناه.. نقول لهم لا.. لكن مسئوليتكم عندما يحدث قتل ان تتحركون مباشرة وبسرعة للقبض على الجناة فإن تيسر القبض عليهم أحياء كان بها وإن لم يكن فأموات ويدفنون مع من قتلوه، هذه مسئولية الأمن الحقيقية والتي كانت موجودة في البلاد ويعرفها الجميع أن المجرم سينال الجزاء الرادع بالقانون.

هذه الظاهرة يجب القضاء عليها ولن يتم الا اذا رأى المجرم العبرة فيمن سبقوه لأن النفس بالنفس فهل من سامع للصوت في مجتمع متخاذل يردد "واحد ولا اثنين" بل اثنين وثلاثه وعشرة فلا خير فيمن يزهق روح بريئة.

 

عبدالله سعيد القروة

٣٠ يوليو ٢٠٢٤م