تقاتلوا او تحاورا في صنعاء هذا شأنكم أما الجنوب فهو شأن اهله
حسين لقور بن عيدان
لم تكن القضية الجنوبية مشمولة بشكل صريح وواضح في مشروع الحوار الوطني الذي تبنته و اقرته المبادرة الخارجية التي جاءت لحل ازمة الحكم في صنعاء وكمخرج للصراع الدموي بين القوى المتنفذة على حكم صنعاء , ولذا لا يوجد سند قانوني او سياسي يلزم الجنوبيين بالدخول في حوار هم ليسوا معنيين به كون هذا الحوار وكما يعرف الجميع يهدف الى اعادة ترتيب اوضاع الحكم في صنعاء وتقاسم مغانم السلطة بين اطراف القوى التاريخية الحاكمة فيها.
وهنا لا يجد الجنوبيون انفسهم مشمولون في حوار معني بتقاسم السلطة في صنعاء وإعادة توزيعها وان بدأ للبعض ان اختيار رئيس جنوبي وهو الذي لا يستطيع حتى الان التحكم في دار الرئاسة فكيف له بحكم صنعاء اما الاطراف فهي بيد ممثلي القوى النافذة والحكام الحقيقيين هناك , وان ظن البعض انه سوف يشكل مدخلاً للجنوبيين للعودة للمشاركة في السلطة, ولأنهم لم يعودوا يبحثون عن سلطة مشتركة مع حكام نظام صنعاء بل يبحثون عن وطنهم الجنوب ويناضلون من اجل استرداده .
ما يثير الدهشة والاستغراب الحملة المسعورة التي تقودها قوى التطرف في تحالف حكام صنعاء ضد الحراك الحراك السلمي الجنوبي ولجوءهم الى محاولة تأليب المجتمع الدولي والاقليمي ضد الجنوب , واستدرار عطف هذه الدول لتسجيل مواقف سياسية ضد الحراك الجنوبي وحركة الجماهير في الجنوب والمتاجرة الرخيصة اعلاميا بها وحتى تزوير وفبركة تهديدات وتلويح بعقوبات دولية ضد الجنوبيين كذبا وبهتانا من قبل المجتمع الدولي في محاولة للضغط على الجنوبيين أمرا يدعو للرثاء ويكشف عن معدن ومستوى وضحالة التفكير السياسي لدى مراكز النفوذ في صنعاء الذين يتحكمون بمصير هذا البلد ويظهر الى اي مستوى وصل تفكيرهم وادارتهم لازمة حكمهم المتهالك في صنعاء.
الامر لا يحتاج الى عبقرية لكي يُقرأ الوضع فالامر واضح لأي مراقب عن قرب كي يدرك ان هذا الحوار لا يتعامل مع القضية الجنوبية كقضية سياسية بامتياز وقضية وطن تم استباحته من قبل هذه القوى في حربها العدوانية عام 94م وكي يكون هذا الحوار مدخل لاي حل مستقبلي دائم في هذا الاقليم بل يهدف حوارهم هذا الى محاولة يائسة لدفن آمال الجنوبيين بالوصول بقضيتهم الى هدفها في استعادة دولتهم وهويتهم العربية الجنوبية .
الامر الذي يثير السخرية هو ان تتقول بعض القوى من حكام صنعاء ذات بعض الامتداد في الجنوب انهم يمثلون شرعية تمثيل الجنوب, ويقولون ان الحراك لا يمثل الجنوب وفي نفس الوقت يصرون على اشراكه في الحوار وارغام الجنوبيين في الدخول في حوار لا يخص الجنوبيين ولا مستقبل الجنوب , وانما يتعلق بمشكلة حكمهم ودولتهم المنهارة والفاشلة , لذا نقول لهم تقاتلوا او تحاورا هذا شأنكم أما الجنوب فهو شأن اهله فقط .