لماذا جبهة الضالع دون سواها هي المشتعلة وتنزف دماء أبنائها بغزارة كل يوم؟ فهل الحوثيون هُم مَن يتعمد اشعالها؟ ام الطرف الجنوبي هو الذي يفعل؟ الغموض سيد الموقف.
فلو افترضنا ان الجنوبيين هم من يبادر بالهجوم ويتعمدون ابقاء الجبهة ساخنة بهذا الشكل فلماذا على الجنوب وحده أن يقوم بالمهمة نيابة عن الآخرين بمهاجمة الحوثين داخل الشمال اعني، فيما قيادات الأحزاب والقوى السياسية والحكومة والرئاسة يقبعون في عدن بسلام وبحماية جنوبية ووحداتهم العسكرية يتم تسمينها وتقوية شوكتها يوما إثر يوم؟ ،خصوصا وان هذه القوات الجنوبية في جبهات الضالع توجد داخل العمق الشمالي وتؤمن نفسها عسكريا الى حد كبير ولا تحتاج بالتالي للتوغل بالعمق او المبادرة بالهجوم إن لم تتعرض للهجوم من الطرف الآخر،في حال افترضنا جدلا انها هي من يبادر بالهجوم. فالدفاع عن النفس وصد الاعتداء حق لا جدال فيه.
وإن كان الحوثيون هم من يبادر بالهجوم على القوات الجنوبية هناك فلماذا باقي الجبهات في مارب والمخاء وتعز وغيرها من الجبهات تترك القوات الجنوبية وحيدة تتحمل منفردة العبء والكلفة ولا يحرك الآخرون بتلك الجبهات ساكنا ؟ .
ولماذا لا نرى موقفا واضحا من الإنتقالي تجاه شركائه بالحكومة والرئاسة وهو يرى كل هذا الخذلان، بل قل هذا التآمر على القوات الجنوبية ويرى هذا النزيف الجنوبي فيما باقي الجبهات تشهد جمودا، بل قل تشهد أمن واستقرار أفضل مما هو في عواصم أوروبا وأمريكا وسنغافورة ؟. مع العلم ان القوات الجنوبية في معظم مناطق الجنوب تتصدى للجماعات المتطرفة وتدفع وحدها ضريبة ذلك فيما الشركاء لا يكتفون بالعزوف عن المشاركة بل بالتشفي عند كل عملية تتعرض لها القوات الجنوبية ويسقط فيها شهداء.
بالمجمل نقول: الغموض يلف كل الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية، ولإجلاء هذا الغموض ننتظر توضيحا صريحا من اخواننا في المجلس الانتقالي الجنوبي ومكاشفة جريئة حيال ما يجري.
وخواتم رمضانية مباركة ع الجميع.