الإحتلال اليمني ونظامه السياسي ومؤسساته الإعلاميه اعداء في معركة واحدة ومستمرة ضد الجنوب وثورته التحررية وحراكه السلمي .
بدأت فصولها منذ احتلال الجنوب عام 94م .. واشتد عودها مع انبلاج الحراك السلمي عام 2007 ، ولطالما حاول نظام الإحتلال إسكات الصوت الإعلامي الجنوبي المناصر للحراك السلمي وثورته التحررية والكاشف لحقيقة ما يجري في الجنوب كلها ، من خلال تزييف الحقائق وتضييق الخناق ، والتشديد على وسائل الإعلام الجنوبية الصحفية ، والإساءة للقائمين عليها ، ومحاكمتهم وإغلاق صحفهم ومواقعهم بطريقة تتنافى مع قوانين الصحافة وحرية الأعلام ، بل ووصل الأمر الى حد الاعتداء والتحريض بالقتل لأصحاب الكلمة الحرة
وبالرغم من كل هذا الصلف والتعدي السافر الذي مارسه نظام الاحتلال للقضاء على العيون الإعلامية الجنوبية ، بهدف العبث بالثورة الجنوبية وحراكها السلمي والتضليل على ما يجري في الجنوب وتغييب حقيقته عن عين وأذن المتلقي العربي والأجنبي .
الا ان ماقدمه الأعلام الجنوبي للثورة الجنوبية السلمية بتواضع إمكانياته ليس قليلاً .. فقد بذل الكثير من الإعلاميين الجنوبيين جهوداً جبارة تحدوا معها كافة الظروف وتجاوزوا كل المعوقات واستطاعوا ايصال صوت شعبهم وقضيته العادلة وكشف وتعرية ممارسات الاحتلال "داخلياً "بنجاح منقطع النظير" .. و"بنجاح محدود التأثير" الى مسامع العالم العربي والدولي .
لقد تابعت إنطلاقة الثورة الجنوبيه منذ بداياتها الأولى ، وحرصت على توثيق ورصد كل ما يختص بها صغر شأنه او كبر ، ايجابياً كان او سلبياً صوت وصورة .. وهي منجز عظيم لا يستطيع أحدا أن يتنكر له أو يلغيه ، ثورة عادلة بكل المقاييس .
نجح الإعلام الجنوبي في "الداخل" بإيصال القضية الجنوبية الى عقل ووجدان إبناء الشعب ، الا انه على "المستوى الخارجي" خاصةً ، لازال محدود التأثير ويكتنفه الكثير من القصور مقارنة بالفعل الثوري على الأرض .
ولكي تتمكن الثوره الجنوبيه ان تذهب خطوة متقدمة الى الأمام فانه يجب " من وجهة نظري " ان يولي الإعلام الجنوبي إهتماماً وبشكل حقيقي وفعال ومؤثر من خلال التركيز اكثر على المستوى الخارجي .
وهو ما يفرض اليوم على المثقفين والكتاب الجنوبيين الذين كتبوا عن الثورة وحراكها السلمي وحملوا رايتها الأولى ، وكان لهم السبق كنُخب ثقافية وسياسية واعلامية في تأجيج نيران الثورة في صدور المناضلين الثوار من أبناء الجنوب ، ان يعملوا على احداث نقله نوعية و إشعال "ثورة إعلامية" موجهة ومتوازنة وقادرة على إبراز ما يتعرض له شعب الجنوب المطالب بالتحرر والاستقلال من قبل الاحتلال وقوى الفيد والنفوذ القبلي اليمني بشقيها العسكري والديني .
وايصال مضمونها "للمستوى الخارجي" بذكاء وحرفيه ومهنيه ، وبطريقه تُقنع المشاهد والمطلع والقارئ العربي والاجنبي بحقيقة القضية الجنوبية كحقائق غير قابلة للتكذيب والتحريف ، ويدحض زيف وتضليل الاحتلال ومؤسساته الاعلامية .
* من شفاء الناصر
* الصورة تعبيرية وليست الصورة الشخصية للكاتبة